الثلاثاء، 13 أبريل 2010

رساله الموكب

ان الموكب الحسيني هو المسيرة العزائيه التي تعبر عن عمق الحزن في قلوب المولاين الذي يخرجون في المواكب العزائيه الحاشدة في عاشوراء وباقي ذكرى أهل بيت العصمة والنبوة عليهم الصلات والسلام وإن السير الحاشد في الموكب يعبر عن خط القضيه التي خرج الحسين من اجلها .. أنها قضيه الاسلام والحق الذي باع الحسين نفسه من اجلها حينما قال " أن كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خديني " فالسير في الموكب يعبر عن خط القضيه التي خرج الموكب من اجلها .. أن الموكب لايمثل فقط حاله الحزن في قلوب الموالين أنما يمثل المسيرة الحاشدة للاسلام والتي من خلالها تنطلق حياتنا اليوميه لنربي أنفسنا على خط الحسين وهو الخط الاسلامي القويم .. ومن خلال سير الموكب في الحركة الحاشدة فـ إننا ننطلق لنعفل الاسلام الحركي في واقعنا المعيشي ليصبح الموكب المحرك الاساسي في حياتنا وقضايانا وهو المربي والمهدب لنا لنسير في باقي حياتنا على خط الاسلام ومدرسه عاشوراء التي أرادتنا ان نكون التغيرين للواقع المنحرف في الاسلام كما أعلنها الامام الحسين حينما شاهد الفساد مستحلي على بلاد المسلمين قائلا " لم اخرج أشرا ولابطرا أنما خرجت لطلب الاصلاح فيه امة جدي أأمر بالمعروف وانهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق " هاهو الامام الحسين يحدد هدفه في الاصلاح الديني والسياسي والاجتماعي في الامة .. وأننا حينما نسير في الموكب العزائي الحاشد فإننا نوجة برسائل لقوى الظلم أننا من مدرسه عاشوراء والتي من خلالها ننطلق في خط القضيه ومن خلال الموكب نهدب أنفسنا وشعاراتنا وأن يكون تحركنا مخلصا إلى الباري عزل وجل وأن لانحرق موقع القضيع عن محلها الطبيعي وأن لانخشى الظالم مهما كانت قوته فقد تعلمنا من أبا عبد الله أن لانعطي بأيدينا اعطاء الدليل وان لانفر فرار العبيد .
أن حركة الموكب يجب أن تكون في الحدود المتوازنه من اجل أن تصل رساله الموكب بالشكل الصحيح .. فالحركة الصحيحة للموكب هو السير بهدوء ورويه وتأمل في الكلمات الشعريه الذي يطلقها الرادود بحزن وأسى .. من خلالها نستنتج معنى الوفاء والفداء والتضحية والاباء .. وليس الموكب هو الاستعارض في الشوارع واللطم الملفت للنظر الذي يجعل الموكب يخرج عن سياقه ورسالته التي خرج من أجلها .. فيجب علينا أن نعرف قيمة الموكب في رسالته والاهداف الذي خرج من أجلها لـ نسير من اجل رساله الموكب وخط القضيه لامن اجل الاستعراض .
ولو نظرنا إلى الاسباب الحقيقيه التي جعلت من الموكب يتراجع بصورة كبير في أيصال رسائله واهدافه سوف نستنتج عدة أمور ومن اهمها :
1 - لقد أصبح الموكب مكان إلى تلاقي الاصدقاء بدل من أن يكون محل لتلاقي في قضيه اهل البيت فـ أصبح الضحك والمزاج يسيرون داخل الموكب بدل السير بحزن وتامل ورويه
2- لقد أصبح الموكب محل لتنافس الرواديد والجمهور فـ أصبح الاحتشاد من اجل الرادود وليس قضيه أهل البيت وفي نفس الوقت أصبح الرادود يتفنن في طريق الالحان التي تشوة القضيه التي من خلالها يتحول الموكب إلى حاله أستعراضيه أكثر من حاله حزنيه .
3- أن الشعر المطروح في الموكب لايعكس صورة ومصاب أهل البيت فنحن بعيدون عن الطرح الشعري القيمي الذي يبين مكانة وخط اهل البيت التي من خلالها يستطيع المتلقي ان يستلخص العبر .
4-لقد لجئ بعض الشعراء والرواديد في الفترة الاخيرة لـ أستغلال الموكب من أجل مكاسب حزبويه فـ أصبح الموكب من اجل التحشيد لشخصيه فلانيه وتسقيط الاخرى .. نحن مع الطرح السياسي في الموكب لكن بشرط أن يكون يتلائم مع القضيه التي يربطها الشاعر بذكرى عاشوراء ونصل بصوتنا إلى كل ظالم وطاغيه لتصل رساله الموكب بشكلها الصحيح .
5- ان الحضور النسائي لمشاهدة الموكب عكس صورة سيئه جدا عنه لان موقع الفتاة ليس التفرج انما الانخرط في العمل النسائي الذي يخدم قضيه الاسلام .. فـ أنتي أيتها الفتاة المسلمة تبكين حينما ينعي الخطيب أن السيدة زينب عليها السلام مرت بالقرى والمدن والرجال يتفرجون عليها فهل من المعقول بعد البكاء أن تتفرجي على الرجال وهم يسيرون في الموكب وحتى وان كان الموكب للحسين يبقى الموكب ليس محلك أيتها الفتاة المسلمة .
ليعود الموكب بشكله الصحيح :
ان الموكب يشكل هاجسا كبير للظالمين .. لانهم يعلمون ان سير الموكب في خط القضيه سوف يحرك الجماهير الحاشدة بالشكل الصحيح التي من خلالها تتحرك الامة لتغير الواقع الفاسد ..فيجب أن يعود الموكب لرونقه الطبيعي لتصل رساله الموكب بالشكل الصحيح .
وان عودة الموكب لموقعه الطبيعي يتطلب عمل جماعي وان من أولى الخطوات التي من خلالها يعود الموكب لموقعه الطبيعي هو أن نعرف العالم وكل البشريه برساله الموكب الحقيقه التي يخرج من أجلها والاسباب التي خرج من أجلها ويجب أن نجعل الموكب مكان للتلاقي في جميع القضايا ليصبح الموكب محل لوحدتنا لنبتعد عن كل الخلافات ونسير في الموكب الحاشد الذي يرسم علامات الايمان والحزن بـ أهل البيت والاهم هو ان يكون الموكب يحمل الحزن بوعي .. فيجب أن نعي لماذا نحزن؟ ولماذا قتل أهل البيت؟ وكيف قتلٌ وهم في خط الاسلام والجهاد والاصلاح والقضيه .. ويجب أن نعي من الموكب رسالتنا وكيف نواصل الدرب في الخط الصحيح .
أن قضيه الموكب يجب أن تسير في خطها الصحيح وترفع الاعلام السوداء والحمراء في مقدمة الموكب وليكون الموكب محل إلى الحضارة في حمل القضيه ويجب ان نحافظ على بيئه ونظافه الشوارع قبل وخلال وبعد الموكب والاهم هو أن تنظف الشوراع من كل التلوث ليعكس الموكب صورة جميله عن البيئه الحسينيه .