الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

الهجمة الامنيه على المعارضه (2)

من الامور المتعارفه لدى المراقبين السياسين أن هناك تحدي واضح لدى النظام لكسر شوكت المعارضه بكل أشكالها لكن بأساليب مختلفه وفق قواعد واستراتيجيات محدده تقوم بها السلطة من اجل مواجة المعارضه والحد من اتساع رقعتها السياسيه والاعلاميه وانتشارها الاجتماعي في الشارع البحريني .. وان تيار الممانعه هو أبرز مكون سياسي يخوض هذا التحدي مع النظام من اجل تغير بعض الاستراتيجيات التي يقوم عليها النظام من خلال عدم تمكين النظام الحكام من الوصول إلى اهدافه المرسومة .

لقد تأسس تيار الممانعه على مبدئ التحدي والعصيان لـ المبادئ والاسس التي قامت عليها القوانين القمعيه والظالمة التي أنشئتها الدوله من أجل تحقيق أهدافها وأغراضها السياسيه من أجل قمع المعارضه .. فأولى تلك الخطوات الذي أسس لها التيار الممانع هي رفضها التسجيل ضمن قانون الجمعيات ومقاطعتها الى الانتخابات البلديه والنيابيه في 2006 الذي أسس إلى واقع سياسي جديد مع النظام(خاصه في ظل مشاركه الجمعيات السياسه المعارضه في العمليه السياسيه) وهو الذي جعل من النظام يبدء في التخطيط إلى أنهاء الوجود السياسي إلى تيار الممانعه .. ومن هنا بدء النظام في مشروعه الامني من خلال أستهداف نشطاء وقيادات خط الممانعه .. لكن السؤال هل الاعتقال مزاجيا ام مخططا؟ اعتقد ان الاعتقال لاتأتي أعتباطا او صدفتا أنما هناك قوائم ومخططات لدى النظام بإن يتم اعتقال بعض النشطاء المحددة أسمائهم ضمن خطة أمنيه واعلاميه تهدف إلى قمع وجود خط الممانعه على الساحة المحليه .

ومن هنا يأتي السؤال الاخر : لماذا هؤلاء الاشخاص هم المستهدفون وهم المعتقلون؟ لو ننظر الى فعاليه هؤلاء النشطاء في الحركة المطلبيه سوف نشاهد امرين مهمين .. الاول : ان هؤلاء يحملون أفكار ومنهج سياسي يعمل ضمن قوى خط الممانعه .. والثاني : ان هؤلاء يشاركون في تفعيل المقاومة المدنيه والحركة المطلبيه من خلال تنظيم المسيرات والاعتصامات وتجميع توقيعات الى العرائض واقامة الندوات .. أذن المعتقلون هم من النشطاء في الحركة السياسيه ولهم وجودهم في الساحة المحليه .. فهم محدوون وفق قوائم يحددها النظام من اجل القمع وليس اعتقال صدفه في تحديد توجهات المعتقل

لو نطرح سؤال اخر : ماذا يريد النظام من هذة الحمله الامنيه في هذا الوقت بالذات؟
انا اقول ان النظام يستهدف من خلال هذة الهجمة انهاء وضرب وجود التيار المعارضه وفاعليته في الساحة .. خاصه في ظل سقوط مايسمى بـ المشروع الاصلاحي حيث يريد النظام ان يجعل من الشيعه أقليه من خلال مشروع التجنيس السياسي ( الاستيطان ) وضرب المعارضه أمنيا واعلاميا وانهاء وجودها في مايسمى بالبرلمان الشكلي من خلال ضرب خط الممانعه الذي يشكل عصب حقيقي للمعارضه .. حيث يسعى النظام لـ ان يسقط أهداف خط الممانعه وان يجبرة على الانضواء الى القوانين الظالمة والمشاركة في العمليه السياسه من أجل تكبيل هذا الخط وجبرة على القبول بمشروع النظام واستراتيجياته التي تهدف إلى انهاء وجود المعارضه بشكل عام والوجود الشيعي بشكل عام في الساحة السياسيه .

لو ننظر الى الامر بترابط متواصل سوف نشاهد اندماج بين تقرير البنذر ومشروع التجنيس والقمعه الامنيه الذين يهدفون الى انهاء الوجود المعارضه في البلد .. والنظام يلعب على عدة أطراف .. الاول وهو المهم : ان يكبل المعارضه الخارجة عن الاطر سياسه والقانونيه عن التحرك في الملفات السياسيه العالقه وضرب وجودها وانهائه .. والثاني : هو تقليص وجود المعارضه داخل مايسمى بالبرلمان وهذا يقودنا ان الهجميه الامنيه هدفها القضاء على الوجود المعارض ويتربط هذا الهدف مع ملف التجنيس الذي يلعب على تغير الدمغراف من اجل خلق واقع اجتماعي جديد يهدف على تغير شامل من أجل القضاء على الطائفه الشيعيه والمعارضه .

ختاما :

ماهو الحل إلى الفترة القادمة؟ وماهي المخططات التي تطمح السلطة إلى تنفيذها؟ وماهو واجب المعارضه في هذا الوقت العصيب
.

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

الهجمة الامنيه على المعارضه (1)

مقدمة :

لو نظرنا إلى الوضع السياسي والامني في الوقت الحالي بتسلسل متواصل مع ربط الامور ببعضها البعض سوف نصل إلى نتيجة حتميه ان القمعه الامنيه التي يقودها النظام الحاكم ضد المعارضه ليس جزافا او مزاجيه انما تعود إلى عدة أسباب وعقد سياسيه يتمتع بها النظام ويستخدمها في الوقت الذي يستنفذ كل الوسائل لمواجة المعارضه .. وسوف أستعرض خلال هذا المقالات البسيطة بعض هذة الدلائل التي جلعت من هذا النظام يوجة هذة الضربه القاسيه .

العرض :

بعد الانقلاب على الدستور العقدي وميثاق العمل الوطني ومقاطعه المعارضه ( التحالف الرباعي في ذالك الوقت ) أنتخابات البرلمانيه والبلديه أصبح النظام في البحرين أمام واقع صعب جدا خاصه في ظل أبتعاد المعارضه والشارع البحريني عن مشروع الملك حمد وهو ( البرلمان ) حيث فكرت الحكومة بكل الوسائل المتاحة ومنها المفاوضات الشكليه مع المعارضه ( المفاوضات مع وزير العمل )إلى ان تدعو المعارضه إلى المشاركة في العمليه السياسيه لكنها فشلت فشل دريع ولم تتمكن من ذالك .. وحينما سفطت نظريات النظام في أقناع المعارضه من خلال الاغراء ببعض مكتسبات الصوريه لجئت بعد ذالك إلى أقرار بعض القوانين المفصليه التي تجعل من المعارضه امام تحدي حقيقي يتطلب منها موقف جريئ وواضح لتحديد المنهجيه السياسه للفترة القادمة للمعارضه خاصه حينما طرحت ( قانون الجمعيات والتجمعات ) حيث وضعت المعارضه امام امر مفصلي وتاريخي أما التسجيل ضمن قانون الجمعيات والعمل وفق هذا القانون الظالم او العمل خارج أطر القانونيه للدوله .. حيث سجلت جمعيه الوفاق وباقي التحالف الرباعي في قانون الجمعيات في الوقت الذي حدث بعض الانشقاقات داخل الجمعيات المسجله وانسحبت بعض الشخصيات التي لها ثقلها في التيار ومنهم ( استاذ حسن مشيمع وعبد الوهاب والدكتور السنقيس والشهابي .. وغيرهم ) وتم تأسيس بعد ذالك حركة حق الذي تعمل خارج أطار القوانين القمعيه الظالمة وقاطعت الانتخابات النيابيه والبلديه في 2006 الذي من خلاله بدئت ترسم معالم وخارطة سياسيه جديدة على الساحة .

لن أخوض في غمار العمليه السياسه داخل البرلمان ( لان ذالك تحليل أخر ) وانما سوف أقف امام تحليل موقف حركة حق وبعد ذالك تيار الوفاء ( الذي تأسس لاحقا ) وهو التحالف ( تيار الممانعه ) الذي يقف اليوم امام وقع سياسي صعب صنعته المواقف والمعادلات في الساحة المحليه .

لو ننظر إلى القوانين والمعادلات التي طرحتها السلطة ورفضتها وقاومتها قوى الممانعه سوف نشاهد ان التيار يسعى الى احداث توازن سياسي في القوى مع السلطة من خلال حرمانها من الوصول إلى اهدافها من خلال طرحها هذة القوانين والمعادلات الظالمة فـ قانون الجمعيات كان الهدف منه هو تكبيل القوى السياسيه تحت هذا القانون اما قانون التجمعات فيهدف إلى التحكم بـ حركة الشارع وقانون الارهاب الذي يسعى ألى ضرب وانهاء حركة الشارع ومحاكمة النشطاء بالاسم القانون الجائر اما قانون الصحافه فالهدف منه تحديد مسار الصحافه وفق رؤيه النظام لكن تيار الممانعه اعلن العصيان اما هذة القوانين الذي رسمها النظام كـ خارطة طريق الى الفترة القادمة لكن تيار الممانعه بدء في رسم خارطة طريق أخرى من خلال الخروح عن هذة الاطر السياسيه والقانونيه التي رسمتها الدوله ورفضها ومقاومتها وفضخها اعلاميا وسياسي بـ الاضافه إلى مقاطعه الانتخابات النيابيه والبلديه من احل رسم قوانين وسياسات ومعادلات سياسيه سلميه تقوم على أسس صحيحة وهذا الامر جعل التيار الممانع في تحدي واضح كـ الشمس في كبد السماء مع السلطة وهو الذي جعل من النظام يوجة السهام إلى تيار الممانعه وكان ذالك اوله في فبراير 2007 حينما أعتقل الاستاذ حسن مشيمع وعبدالهادي الخواجة ثم محنة ديسمبر التي اسقطت الشهيد علي جاسم ومن هنا بدئت المسرحيات والهجمات الامنيه والاعلاميه على خط الممانعه بالخصوص والمعارضه بشكلها العام.

لنطرح هذا السؤال ماذا يريد النظام من هذة الحمله الاعلاميه والامنيه والسياسه في الوقت الحالي؟ وماهي الاهداف المرسومة لهذا المخطط؟ وكيف سوف ينفذ هذا المخطط ؟
الجواب في المقال القادم .. ترقبو

الثلاثاء، 13 أبريل 2010

رساله الموكب

ان الموكب الحسيني هو المسيرة العزائيه التي تعبر عن عمق الحزن في قلوب المولاين الذي يخرجون في المواكب العزائيه الحاشدة في عاشوراء وباقي ذكرى أهل بيت العصمة والنبوة عليهم الصلات والسلام وإن السير الحاشد في الموكب يعبر عن خط القضيه التي خرج الحسين من اجلها .. أنها قضيه الاسلام والحق الذي باع الحسين نفسه من اجلها حينما قال " أن كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خديني " فالسير في الموكب يعبر عن خط القضيه التي خرج الموكب من اجلها .. أن الموكب لايمثل فقط حاله الحزن في قلوب الموالين أنما يمثل المسيرة الحاشدة للاسلام والتي من خلالها تنطلق حياتنا اليوميه لنربي أنفسنا على خط الحسين وهو الخط الاسلامي القويم .. ومن خلال سير الموكب في الحركة الحاشدة فـ إننا ننطلق لنعفل الاسلام الحركي في واقعنا المعيشي ليصبح الموكب المحرك الاساسي في حياتنا وقضايانا وهو المربي والمهدب لنا لنسير في باقي حياتنا على خط الاسلام ومدرسه عاشوراء التي أرادتنا ان نكون التغيرين للواقع المنحرف في الاسلام كما أعلنها الامام الحسين حينما شاهد الفساد مستحلي على بلاد المسلمين قائلا " لم اخرج أشرا ولابطرا أنما خرجت لطلب الاصلاح فيه امة جدي أأمر بالمعروف وانهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق " هاهو الامام الحسين يحدد هدفه في الاصلاح الديني والسياسي والاجتماعي في الامة .. وأننا حينما نسير في الموكب العزائي الحاشد فإننا نوجة برسائل لقوى الظلم أننا من مدرسه عاشوراء والتي من خلالها ننطلق في خط القضيه ومن خلال الموكب نهدب أنفسنا وشعاراتنا وأن يكون تحركنا مخلصا إلى الباري عزل وجل وأن لانحرق موقع القضيع عن محلها الطبيعي وأن لانخشى الظالم مهما كانت قوته فقد تعلمنا من أبا عبد الله أن لانعطي بأيدينا اعطاء الدليل وان لانفر فرار العبيد .
أن حركة الموكب يجب أن تكون في الحدود المتوازنه من اجل أن تصل رساله الموكب بالشكل الصحيح .. فالحركة الصحيحة للموكب هو السير بهدوء ورويه وتأمل في الكلمات الشعريه الذي يطلقها الرادود بحزن وأسى .. من خلالها نستنتج معنى الوفاء والفداء والتضحية والاباء .. وليس الموكب هو الاستعارض في الشوارع واللطم الملفت للنظر الذي يجعل الموكب يخرج عن سياقه ورسالته التي خرج من أجلها .. فيجب علينا أن نعرف قيمة الموكب في رسالته والاهداف الذي خرج من أجلها لـ نسير من اجل رساله الموكب وخط القضيه لامن اجل الاستعراض .
ولو نظرنا إلى الاسباب الحقيقيه التي جعلت من الموكب يتراجع بصورة كبير في أيصال رسائله واهدافه سوف نستنتج عدة أمور ومن اهمها :
1 - لقد أصبح الموكب مكان إلى تلاقي الاصدقاء بدل من أن يكون محل لتلاقي في قضيه اهل البيت فـ أصبح الضحك والمزاج يسيرون داخل الموكب بدل السير بحزن وتامل ورويه
2- لقد أصبح الموكب محل لتنافس الرواديد والجمهور فـ أصبح الاحتشاد من اجل الرادود وليس قضيه أهل البيت وفي نفس الوقت أصبح الرادود يتفنن في طريق الالحان التي تشوة القضيه التي من خلالها يتحول الموكب إلى حاله أستعراضيه أكثر من حاله حزنيه .
3- أن الشعر المطروح في الموكب لايعكس صورة ومصاب أهل البيت فنحن بعيدون عن الطرح الشعري القيمي الذي يبين مكانة وخط اهل البيت التي من خلالها يستطيع المتلقي ان يستلخص العبر .
4-لقد لجئ بعض الشعراء والرواديد في الفترة الاخيرة لـ أستغلال الموكب من أجل مكاسب حزبويه فـ أصبح الموكب من اجل التحشيد لشخصيه فلانيه وتسقيط الاخرى .. نحن مع الطرح السياسي في الموكب لكن بشرط أن يكون يتلائم مع القضيه التي يربطها الشاعر بذكرى عاشوراء ونصل بصوتنا إلى كل ظالم وطاغيه لتصل رساله الموكب بشكلها الصحيح .
5- ان الحضور النسائي لمشاهدة الموكب عكس صورة سيئه جدا عنه لان موقع الفتاة ليس التفرج انما الانخرط في العمل النسائي الذي يخدم قضيه الاسلام .. فـ أنتي أيتها الفتاة المسلمة تبكين حينما ينعي الخطيب أن السيدة زينب عليها السلام مرت بالقرى والمدن والرجال يتفرجون عليها فهل من المعقول بعد البكاء أن تتفرجي على الرجال وهم يسيرون في الموكب وحتى وان كان الموكب للحسين يبقى الموكب ليس محلك أيتها الفتاة المسلمة .
ليعود الموكب بشكله الصحيح :
ان الموكب يشكل هاجسا كبير للظالمين .. لانهم يعلمون ان سير الموكب في خط القضيه سوف يحرك الجماهير الحاشدة بالشكل الصحيح التي من خلالها تتحرك الامة لتغير الواقع الفاسد ..فيجب أن يعود الموكب لرونقه الطبيعي لتصل رساله الموكب بالشكل الصحيح .
وان عودة الموكب لموقعه الطبيعي يتطلب عمل جماعي وان من أولى الخطوات التي من خلالها يعود الموكب لموقعه الطبيعي هو أن نعرف العالم وكل البشريه برساله الموكب الحقيقه التي يخرج من أجلها والاسباب التي خرج من أجلها ويجب أن نجعل الموكب مكان للتلاقي في جميع القضايا ليصبح الموكب محل لوحدتنا لنبتعد عن كل الخلافات ونسير في الموكب الحاشد الذي يرسم علامات الايمان والحزن بـ أهل البيت والاهم هو ان يكون الموكب يحمل الحزن بوعي .. فيجب أن نعي لماذا نحزن؟ ولماذا قتل أهل البيت؟ وكيف قتلٌ وهم في خط الاسلام والجهاد والاصلاح والقضيه .. ويجب أن نعي من الموكب رسالتنا وكيف نواصل الدرب في الخط الصحيح .
أن قضيه الموكب يجب أن تسير في خطها الصحيح وترفع الاعلام السوداء والحمراء في مقدمة الموكب وليكون الموكب محل إلى الحضارة في حمل القضيه ويجب ان نحافظ على بيئه ونظافه الشوارع قبل وخلال وبعد الموكب والاهم هو أن تنظف الشوراع من كل التلوث ليعكس الموكب صورة جميله عن البيئه الحسينيه .

السبت، 27 مارس 2010

الحوار والانفتاح على الاخر

يقول الله تعالى : ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتي هي أحسن



ان من أبرز الظواهر في هذا الكون ظاهرة ( الاختلاف ) والذي عبرة عنه أحد كبار العلماء بـ ( الحركة الجوهريه ) فلا أشكال من الناحيه العقلانيه في الاختلاف في أصله .. أنما تكمن المشكله في سوء أدارة الاختلاف والتوصل إلى الحل والتوافق الناتج عن الاختلاف .. ولو نظرنا إلى الاختلاف بعين واعيه فسوف نشاهدة أمرا طبيعيا يحدث في كل مكان وفي كل زمان حتى داخل البيت الواحد هناك أختلاف في الرأي والتيارات بين الاب وأبنه او الزوج وزوجتة .. فلا يواجد توافق كلي في أغلب الامور ولايوجد أختلاف أيضا في كل مفاصل هذة الحياة .. فلا يحق للانسان مهما علا شأنه أن يحاول أن ينكر ظاهرة الاختلاف لكن على الانسان في نفس الوقت أن يسير الاختلاف في الطريق الصحيح والسليم من اجل الخروج من هذا الاختلاف إلى توافق وأتحاد بشرط أن يكون الحوار القائم على أسس صحيحة هو سيد الموقف .. فالحوار هو أساس التوافق والابتعاد عن الخلاف .. اذا كان رسول الله "ص" يدعو المشركين للحوار في أصل العقيدة من اجل والوصول إلى الحقيقه .. قول الله تعالى (وإنا أو إياكم لعلى هدى او في ضلال مبين ) فرسول الله يفتح الحوار مع المشركين من أجل الوصول للحقيقه من خلال الانفتاح على الاخر فلم يقل أني رسول الله والحق معي وانتم في ظلال انما جاء بمنطق الحوار والاقناع من اجل الوصول للحقيقه من خلال الانفتاح في الحوار وطرح الرؤى والافكار وتبادل الراي الذي ينتجد للوصول إلى الحقيقه .



أن تغيب الحوار والانغلاق على النفس والرأي والظن ان رأي هو الصحيحة ولا مجال للحوار يؤدي للفساد والهلاك بـ الامة .. فـ الامم الواعيه هي التي تقود الحوار المنفتح من اجل الوصول للحقيقه .. فـ الاختلاف ناتج لختلاف في الفهم والرؤى والافكار لكن هل أن الاختلاف يغيب الرأي الاخر والحوار مع الطرف الاخر .. أم أن الاختلاف هو الطريق السليم للحوار .



لكن في نفس الوقت اذا كان الحوار هو الاساس الصحيح من اجل الوصول إلى التوافق .. ماهي أسس وأليات الحوار العلمي الصحيح ؟ هل أن حوار الطرشان يسمى بحوارا؟ أم ان مجرد الالتقاء والجلوس على طاوله واحدة تسمى حوار؟ ام ان للحوار أليات ومفاهيم واسس يقوم عليها الحوار العلمي من اجل الوصول للتوافق والوحدة .

أن من أبرز أدبيات الحوار الناجح هي :

أولا : أن من أبرز عوامل نجاح الحوار هو الاعتراف بالطرف الاخر والاستماع إلى رأيه بعيدا عن العصبيه والحزبيه .

ثانيا : أن تكون هناك أسس وأليات ومواضيع واضحة يتم الحوار فيها بدل التشتت والانتقال بين المواضيع المختلفه .

ثالثا : أن يتم تحديد نقاط التلاقي والاتفاق أولا من أجل خلق أرضيه صالحة للحوار من خلال إيجاد نقاط التلاقي.

رابعا : بعد إيجاد نقاط التلاقي يتم طرح مواضيع الاختلاف والنقاش فيها من اجل الوصول إلى التوافق .

خامسا : أن يكون هدف الحوار هو الوصول إلى الحقيقه بغض النظر عن الامور المترتنبه والمستقبليه .

سادسا : أن يتم التسليم بنتائج الحوار وفق ميثاق شرف يتم التوافق عليه من اجل تجدير الحقيقه لدى الامة .

سابعا : أن يكون الحوار للعبور من الجانب النظري إلى مراحل تبلور العمل وتخطي الخلاف لبناء المشروع .

ثامنا : أن تكون هناك مرجعيه واضحة يتم الرجوع لهذا في الحوار من أجل أن يسير الحوار بالشكل العلمي الصحيح



أن هذة النقاط هي الاسس الصحيحة لنجاح الحوار والانفتاح على الاخر من اجل تجنب الاختلاف المستقبلي واذا ماحدث الاختلاف في المستقبل القريب أو البعيد يجب أن تكون هناك مرجعيه واضحة وفق أسس ومبادئ يتم الرجوع إليها من خلال لجنة تؤسس للابتعاد عن الاختلاف ووظائف هذة لجنة صوغ مسودة مبادئ تحكم الاختلاف من أجل تواصل التوافق .

الجمعة، 19 مارس 2010

القيادة(3)

حينما تريد بعض الامم المتطورة النجاح والرقي والتطور من اجل تحقيق الاهداف والرؤى والاستراتيجيات المتوافق عليها فيجب عليها ان تختار القيادة الصالحة المتوافرة على الشروط الشرعيه والموضوعيه( هذا ما أشرنا إليه في الحلقه السابقه بالتفصيل) التي تمكنها من العبور إلى شاطئ الامان لكن السؤال الذي يتراود كثيرا ماهي علاقت الفرد بالقيادة؟ وكيف يكون التعامل والتعاطي بين القيادة والجمهور؟ ماهو حدود القيادة في القرار؟ ومادور الجمهور والنخب في مراقبه دور واداء وسلوك القيادة؟

أعتقد ان العلاقه بين القيادة والجمهور هي علاقه وثيقه متينه تمتد من الثقه والكفائه التي تربط الاثنين لكن هل هناك تسليم مطلق للقيادة من جانب الجمهور؟ أم ان للجمهور قرار قبال القيادة؟ والجواب بكل بساطة ان للقيادة التسليم المطلق مادامت القيادة تتوافر على الشروط الشرعيه والموضوعيه ( أشرنا للشروط في الحلقه السابقه) فتسليم يكون وفق شروط ومتى ماتوافرت الشروط فالتسليم يكون مطلق للقيادة لكن مع مراقبه الاداء من جانب النخب والجمهور ومتى ماثبت ان القيادة لاتستطيع أن تقود الامة لطريق الامان أصبح من الواجب الشرعي والعقلاني للامه ان تعزلها ويأتي من يمثل أرادة الامة .. فالرقابه على القيادة من اولويات الامة أن لم يتواجد الجهاز الاداري المتخطط بالمراقبه .. حتى ولو تواجد الجهاز المتخصص بالمراقبه فـ للجمهور دور في الرقابه بشرط ان يرفع الجمهور ملاحظاته وشكواته لهذا الجهاز الذي ينظر في ملاحظة الجمهور والنخب

والسؤال الاخر الذي يتراود ماهو دور القيادة بالمرجعيه؟
تعتبر المرجعيه الشيعيه هي الحصن الامين للامة التي تمد المجتمع بالتوجيهات الابويه والنصائح الارشادات .. والارتباط بالمرجعيه مهم خاصه في عصر الغيبه لكن يجب علينا أن نتعرف ماهي العلاقه بين الاثنين وكيف يكون الترابط والتواصل بين الاثنين وهذا يندرج في عدة نقاط اهمها :
1- قضية التزاحم والضرر : في الرسائل العمليه للفقهاء وفي باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هناك باب اسمة " التزاحم
المقصود بـ التزاحم هو معرفه المهم من الاهم
اي تحديد الاولويات والاهداف الاساسيه للامة التي لها الاهميه في التحرك وهذا يحددة الفقيه او الحاكم الشرعي

2- قضية الموضوعات الجديدة : اذا كانت هناك موضوعات جديدة في الساحة وليس بمقدور القيادة التحيكم فيها ومعرفه الحكم الشرعي
هنا يرجع للحاكم الشرعي او الفقيه في تحديد الحكم بصورة واضحة

3-قضية المنهج والنظرية السياسية : وهي المنهج السياسي التي تتبعه القيادة هو الذي يحددة الحاكم الشرعي والقيادة تعود للمرجعيه في تحديد المنهج السياسي للامة.

وحينما نقول ان المرجعيه تحدد المنهجيه فلا نقصد هو سيطرة او تدخل المرجعيه في الكيانات او الاحزاب انما المقصود هو ان تعرض القيادة منهجيتها السياسيه على المرجعيه او الحاكم الشرعي من أجل أن يحدد مدى تناسب المنهجيه مع أهداف الامة .

الأحد، 14 مارس 2010

القيادة(2)

أن من أهم ابرز الامور التي تجعل الامة تسير في طريقها المستقيم هو أختيارها للقيادة الصالحة التي تتوافر على الشروط الشرعيه والموضوعيه التي تعطي لـ القائد زمام ادارة الامور ومتى ماتوافرت هذة الشروط في هذة القيادة أصبحت قيادة ذات فعاليه ومتى مافقدت بعض الشروط أصبح من الواجب على الامة عزل هذة القيادة والبحث عن قيادة تمثل أرادة الامة .
ان القيادة المنصوص عليها في الرؤيه الاسلاميه تكون للامام المعصوم المفترض الطاعه لكن في ظل غياب المعصوم في زمن الغيبه الكبرى أصبح من الواجب على الامة ان تبحث عن القيادة التي تقودها في ظل غياب المعصوم .. لكن من هذة القيادة؟ وماهي شروطها؟ وكيف يتم أختيارها ؟ وهل حينما تتوافر الشروط الشرعيه والموضوعيه يصبح الفرد قائد؟.. ان القيادة لاتعين أعتباطا او لـ أمر ذاتي أنما يتم تعينها وفق شروط وأسس صحيحة ومتى ماتوافرت هذة الشروط الموضوعيه والشرعيه أصبح للامة أن تقبل بهذا القائد وتسلم له وأن من أبرز الشروط :

1- الرؤية الفكرية والشرعية الكافية .
أي النضج والأصالة الفكرية والشرعية وان يكون لدى الشخص القدرة في التشخيص العقائدي والشرعي في حل كافه الاشكاليات من الناحيه الفكريه والعقائديه

2_ الإستقامة الروحية والأخلاقية .
المقصود بـ الاستقامة الروحيه والاخلاقيه هو العدالة والتقوى الشاملة وهناك ثلاثه تعريفات للعداله .
التعريف الاول : هو للسيد الخوئي يقول : ان يكون الشخص على الطريق المستقيم
التعريف الثاني : هو للشهيد الصدر الاول يقول : ان يكون الشخص على الطريق المستقيم بشرط أن تكون الاستاقمة راسخة في ذاته.
التعريف الثالث : هو للامام الخميني يقول : هي ملكة داخل الشخص.

3- أن يكون فقيه او لديه أذن شرعي من الفقيه .

يجب على المتصدي للقيادة أن يكون فقيها او لديه أذن شرعي من الفقيه للتصدي لقيادة الامة .يقول الحديث الشريف :( وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله ) والمقصود هم الفقهاء.

4- الكفاءة العملية والإدارية .
هو أن تكون لدى القائد الكفائه في الادارة ولديه القدرة في تكوين مجموعه شبكات سوى بين الجماهير او النخب او حتى ادارة الامور مع السلطة الحاكمة وهم هو القدرة على قيادة الامة نحو بحر الامان .

5- وجود الرؤيه والبرنامج الواضح
.أن يكون لدى القائد برنامج فكري وديني وسياسي من خلاله يقود الامة ويطور من امكانياتها ويحقق اهدافها وهذا البرنامج يكون ناجحا اذا كان يحقق أرادة الامة .

هذة خمسه شروط متى ماتوافرت هذة الشروط يستطيع الفرد من خلالها أتخاد وتعين القيادة الصالحة ومتى مافقدت أحد الشروط فقد الفرد أهليته في القيادة .. لكن السؤال الاهم هل حينما تتوافرهذة الشروط نستطيع ان نقول هذا الشخص قائدا ؟ اذا نظرنا إلى الامر من الناحيه العقلانيه نقول لا .. لان هناك شرط هو الاهم من بين تلك الشروط واذا فقد هذا الشرط لم يعد لتلك الشروط أهميه ومتى ماتوافر هذا الشرط يجب أن تتوافر الشروط السابقه من أجل أن ينصب قائد للامة والشرط الحاسم هو - القبول الشعبي - وهو مايسمى في الجانب الشرعي "بسط اليد" .. فحينما تتوافر جميع الشروط السابقه ويحصل الفرد على القبول الشعبي هنا نستطيع أن نقول أن أهم الشروط توافرت على هذا الشخص فيصبح قائد للامة طبقا للشروط الشرعيه والموضوعيه

الأحد، 7 مارس 2010

القيادة (1)

تعتبر حاجة الامة إلى القيادة حاجة محله ومهمة وأساسيه في نفس الوقت لتحديد وتنظيم المجتمع الذي يتبنى المشاريع الفكريه والدينيه والسياسه والاجتماعيه .. ولان وجود القائد مهم في رسم الهيكل التنظيمي للامة والذي يعتبر العمود الفقري في تحديد المستقبل المشرق .. ولان هلاك مشروع القائد في البناء والتخطيط هو هلاك للامة بـ أجمعها والتي سوف تترتب عليها معوقات كبيرة جدا في المستقبل وستأثر على الاجيال القادمة فلا بد للامة أن تختار قيادتها الصحيحة والتي من خلالها تستطيع أن تبحر إلى شاطئ الامان بـ أطمئنان وراحة .

أن أختيار القيادة الصالحة يجب أن يكون وفق رؤيه صحيحة متكامله شامله دقيقه في تحديد أهليتها للتصدي للامه .. ولابد أن تتوافر بعض الشروط الموضوعيه في الشخص الجدير بتسلم مشروع القيادة .
اعتقد أن أهم وأبرز الاولويات التي يجب أن تضعها القاعدة الجماهيريه نصب أعينها أنها يجب أن تلتف حول المشروع الذي يمتلكة الشخص .. لاحول الشخص بذاته .. قد يكون الشخص مؤمن متقي ورع صاحب أفضال وتاريخ نضالي صاحب مبادئ وقيم وعلم لكن هذا الشخص لايمتلك برنامج أو مشروع يقود به الامة .. وفي نفس الوقت قد يكون هناك شخص لايمتلك من العلم ذاك الحجم الكبيرة لكنه يمتلك مشروع متكامل يستطيع ان يقود الامة إلى بر الامان .. وهنا يجب أن نركز أنني لا أحصر توفر مؤهلات القيادة في المشروع فقط لان في نفس الوقت يجب ان تتوفر في الشخص الممتلك للمشروع عدة مواصفات منها الحكمة والصبر والتدين والايمان بالقضيه .

يمثلنا لنا الامام الحسين عليه السلام نمودجا رائعا في تحديد الاختيار الاصح للامة .. حينما أعلن العصيان السياسي ضد الحكم الاموي وخرج من مدينه رسول الله رافضا البعيه قال : (من قبلني بقبول الحق فـ الله أولى بالحق) ..رغم أنه أبن بنت رسول الله وانه الامام المعصوم الموصى به من السماء لكنه لم يقل أني أنا الحسين أبن فاطة وجدي رسول الله .. قد أتبع الامام قبول الحق بقبوله فـ الحق هو المقدم في الوصول إلى الهدف لا الاشخاص .. يقول أمير المؤمنين في معركة الجمل حينما أصطدم الصراع وجاء أحد المارة وقال له أين الحق ؟ أنت علي أبن عم الرسول وهذة عائشه زوجة الرسول فقال الامام علي : ( أعرف الحق تعرف أهله ) .. فيجب علينا أن نتعرف على صوابيه المنهج والمشروع في أتخاد القيادة الصالحة .. لان في بعض الاحيان تكثر المناهج والمشاريع داخل الامة ويصبح الشخص في صراع داخل نفسه .. من يأخد ؟ ومن الاصلح ؟ اعتقد هنا يجب على الشخص أن يدقق في أختيار الاطروحة التي سوف يتخدها له منهجا يسير عليها .

أنني أحذر البعض من القول أني شخص من الناس وأتخد بعض المواقف والمشاريع والاطروحات التي يتاخدها الناس وهذا في أعتقادي تأسيس خاطئ وغير صحيح .. الامام الكاظم عليه السلام يقول : ( لاتكن أمعه ) فيجب على الشخص أن يشغل عقله في أختيار أطروحاته .. خاصه ان الشخص محاسب في الاختيار . ولو نظرنا الامر من الناحيه الدينيه سوف نجد أنه فقط مع المعصوم الطاعه المطلقه لاتقوم الا بـ الولاء المطلق للمعصوم وتسليم الامر إليه .. قول رسول الله "ص" ( علي مع الحق والحق مع علي ) أما في غياب المعصوم لاتكون قريب من الله الا بـ الاختيار الدقيق للاطروحات والبحث عن الاطروحة التي تقربك من الله .

من ناحيه أخرى يجب أن يجمع المشروع كل الامور التي تحتاجها الامة .. والاهم من ذالك ان يتخد المشروع رؤيه دينيه تدير الامور السياسيه والاجتماعيه والفكريه والثقافيه لان الدين هو المقدم للامور .. اذا أستطاع القائد أن يحكم الدين في قراراته سوف يستطيع ان يوزان في أغلب الامور ولن يخرج مشروعه عن النهج المستقيم .
والاهم من ذالك لنجاح كل قيادة يجب على القائد أن لايعمل منفردا متسلطا في القرار على الامة بل يجب عليه أن يكون له فريق عمل يشاركة القرار .. قول الله تعالي ( وامرهم شورى بينهم ) والله عز وجل يقول إلى رسول الله ( وشاورهم في الامر ) فـ الشورى هي الاساس في نجاح .. يقول الامام علي : ( خير الناس من جمع عقول الناس إلى عقله) فتبادل الادوار في أمر الشورى من أهم الامور في الادارة القياديه الناجحه ويجب على فريق العمل أن ينظم عمله وفق أسس واليات صحيحة تحرك وتنظم الفريق وعمله خاصه في حاله الاختلاف .. لان وجود أليه عمل منظم سوف يجعل من المشروع متكامل وسوف يدير الاختلاف بشكل صحيح ويمنع الانشقاق داخل الامة .

واذا أردات القيادة أن تقود الامة إلى الطريق الصحيح يجب عليها أن تفتح صدورها للامة ولقواعدها الجماهيريه في المراقبه وحق الانتقاد ويجب عليها أن تنفتح على الامة وان تبقى قريبه منها وان تتقبل كل الانتقادت بروح أبويه وان تحاول أن تصحيح أمورها كي تقود الامة في الطريق الصحيح .. واذا رأت الامة عدم صلاحيه القيادة يجب عليها أن تعزلها وان تستبدلها بقيادة تحقق طموحها وتقربها من الله سبحانه وتعالى .. أما القيادة اذا رأت في نفسها عدم الاستطاعه بإن تقود الامة أو رأت خلل أو صعوبه في تنفيذ المشروع يجب عليها أن تعترف بكل شجاعه أدبيه بالفشل وعدم قدرتها على قيادة الامة والتنحي كي يأتي من يمثل أرادة الامة .

الأحد، 28 فبراير 2010

الامام علي (3)


لم تكن الخلافه لدى الامام علي عليه السلام مبتغى أو هدف يسعى إليه مادامت الخلافه لاتجعله يقيم الحق ولا يدحر الباطل .. فلقد طرحت الخلافه على أمير المؤمنين بعد مقتل الخليفه الثاني لكنه رفضها لانها لاتسير على خط الله .. رفضها لان شروطها لاتتوافق مع شروط الاسلام .. فعلي كان هدفه أن يقيم العدل والحق لا أن يستلم الخلافه من اجل ذاته انما من اجل الدين والاسلام .. حتى حينما أستلم الامام علي الخلافه واجهته الكثير من المشاكل والمتاعب من الذين لم يستطيعو ان يتعايشو مع المنهج الاسلامي الصحيح الذي يطبقه علي أبن أبي طالب خاصه بعد الانحرافات التي حدثت في الدوله الاسلاميه خاصه بعد أن أقصي علي من الخلافه وجاء من ليس له حق فيها .. فـ ادار البلاد بـ الامتيازات السياسيه لا بالحق الديني والمساواة بين العباد في الخراج من بيت مال المسلمين حيث نكثف البعض العهد مع علي بسبب المساواة بينهم وبين الاخرين وأعلنو الحرب ضد علي حتى قال الامام مقولته الشهيرة : ماترك لي الحق من صديق .

لقد أراد الامام علي أن يقيم الحق في دولته وان يتساوى الناس بين بعضهم البعض وحينما ياتي الحديث عن التساوي لا نقصد مثلا أن يحصل القاضي على 500 درهم ويحصل الشخص العادي على 500 درهم .. ليست هذة نظريه أمير المؤمنين انما هي نظريه أشتراكيه من التيار الشيوعي الحديث انما المقصود بالتساوي في منهج علي ابن ابي طالب هو التساوي في الخراج ومغانم الحرب بين المسلمين وليس التساوي في الرواتب .. فيجب علينا أن ندقق في هذا الفهم حينما نقول يتم التساوي بين المسلمين حيث كان في الخراج وليس في المال .

ان أول المشاكل التي واجهت الامام علي في مسيرته الخلافيه هي من الناكثون وهم طلحة والزبير الذين ارادو ان يشاركون الامام علي في الحكم وارادو ان يعطيهم الامام علي مميزات في الحكم وفي الخراج من بيت مال المسلمين بصفتهم أصحاب إلى رسول الله "ص" الا ان الامام علي رفض ذالك لانه يتعارض مع الحكم الاسلامي حيث قال الامام علي لهم :ان لكما علي أن أستشيركم أما مساله المشاركة في الحكم لمجرد الصحبة فليس لها أي قاعدة إسلاميه أو قانونيه .. فبعد ذالك خرجو على ولايه أمير المؤمنين وجهزو الجيوش من اجل محاربه الامام علي حتى أقنعو أم الؤمنين عائشه _حسب قول القران_ مستغلين الجانب العاطفي في التحشيد ضد الحرب على الامام علي الا ان الامام قال إلى أصحابه قبل الحرب : تعالو معي فإن رأيتموني على باطل فحاسبوني واستعيبوني بمعنى قوموني .. حيث ذهب الامام ليس من اجل الحرب انما من اجل الاصلاح لعدم شق صف الامة .. وكان الامام علي هو صاحب الحوار والسلم قبل الحرب ولو نقراء الرسائل التي كانت بين الامام علي وطلحة والزبير ( في نهج البلاغه) سوف نتعرف على أن الامام علي أستغل كل الاساليب الحواريه السلميه من اجل أقناعهم عن العدول عن الحرب من اجل حقن دماء المسلمين .. فهذا هو علي الذي أسس لمبدئ الحوار وهو في أصعب المراحل وفي أقسى الظروف . لكنهم لم يقبلو الحوار حتى اطر الامام للحرب ورفع السيف حتى تروي الروايات ان الامام علي أرسل أحد أفراد جيشه يدعوهم للاحتكام للقران الا انهم قتلو هذا الفرد .. حتى أنتصر الامام علي في معركة الجمل التي لم يخرج عليا ليحارب فيها او يقتل المسلمين انما خرج من أجل أن يستقيم الامر.

وما أن أنتهى الامام من حربه مع الناكثون حتى جائت إليه حرب أخرى وهي مع القاسطون وهم معاويه وأهل الشام ومن معه من حلفاء كـ عمر أبن العاص .. حيث كان يرفض معاويه تقديم الولاء إلى الامام علي بصفته حاكم للمسلمين حيث كان يريد أن يستقل بالشام بمفردة بعيدا عن دول المسلمين وكان معاويه يحشد الجيوش من اجل تثبيت حكمة لكن بخباثه حينما أستغل دم عثمان وخرج من اجل المطالبه بقاتلي عمثان حتى رد عليه الامام عليه السلام في أحد كتبه قائلا : اذا كنت تطالب بدم عثمان فماذا لم تنصرة حينما هجم القوم عليه وتاخرت في نصرته ؟ ثم أن تطالب بقاتل عثمان يعني ان تقدم دعوتك لننظر فيها وعند ذالك يأخد الحكم الشرعي مجراة ... لكن معاويه كان يضع الشعار من اجل الحرب ضد الامام لكي يثبت حكمة في الشام فقد روج معاويه للكثير من الافكار في نفوس أهل الشام الضعيفه مستغلا قوة الاعلام الاموي المعتم كـ مقوله ان الامام علي لا يصلي . فلقد حاول الامام علي بكل الوسائل أن يرشد معاويه عن الحرب لكن معاويه صاحب مشروع ولم يكن يمتلك المعطيات القانونيه بالمعنى القانوني مما اطر الامام علي في نهايه المطاف لانه يدفع جيشه إلى قتال معاويه لفرض النظام لانه لو تركة وترك غيرة لاختل كل واقع النظام الاسلامي في ذالك الوقت ودفع الامام بجيشه من أجل حفظ صف الامة من الشق خاصه بعد ان قرر معاويه ان ينفصل عن بلاد المسلمين الذين اجمعو على ولايه الامام علي .

لقد جسد الامام علي وهو في طريقه إلى صفين الكثير من النمادج الانسانيه للقائد الناجح فـ الروايات تروي حينما سمع أمير المؤمنين بعض أصحابه يسبون قوم معاويه قال لهم :" أن أكرة لكم أن تكونو سبابين " فهذا هو منهج الامام علي الذي يصبو في الجانب الاخلاقي والقيمي حتى ان الامام قال لهم : " لو قلتم مكان سبكم اياهم : اللهم احق دماء المسلمين واصلح الدات بينا وبينهم واهدهم من ضلالهم حتى يعرفو حق من جهله .. فـ أي منهج انسان أكبر من منهج أمير المؤمنين .
ويحدثنا التاريخ أيضا انه حينما سيطر جيش الشام على الماء منع جيس الامام علي من شرب الماء وتزود منه لكن حينما سيطر جيش الامام على الماء سمح لجيش معاويه بالتزود بالماء وهذا هو قمة الاخلاق والتربيه الاسلاميه الصحيحة.

وحينما كانت الامور تسير في صالح الامام علي وكانت المعركة قريبه من النصر حتى اشار عمر أبن العاص على معاويه بخديعه وهي الاحتكام إلى كتاب الله وانطلق شعار : من لثغور العراق غير أهل الشام ومن لثغور الشام غير أهل العراق .. وفي وسط هذة الكلمات العاطفيه حدر الامام من انها خديعه يمارسها معاويه فهم لن يحتلكمو الى كتاب الله تعالى خاصه انها جائت بعد أن وصل مالك الاشتر إلى معاويه وكان بينه وبينه بعض خطوات الا ان بعض الدين كانو في جيش الامام علي الدين كان همهم الدين من غير وعي خاصه بعد ان رفعت المصاحف فوق الرماح وتم ترديد شعار : لاحكم الا لله ..قالو للامام علي أما يرجع مالك الاشتر ( وكان يريد قتل معاويه) وان نقتل الامام فـ اطر مالك الاشتر مكرها للعود حفاظا على سلامة وحياة الامام عليه السلام .. أما مساله التحكيم ففرضت علي الامام فقد وضع الشخص الذي لم يردة الامام علي وهو ابو موسى الاشعري مقابل الداهيه عمر أبن العاص حيث كان الامام يريد ان يحكم أبن عباس لكن تلك الفئه التي أنقلبت ورفعت شعار " لاحكم الا لله " أنقلبت وأنفصلت عن الامام علي .

أما المارقين فهم الذين لم يفهمو الدين بالشكل الصحيح ولم تكن مشكلتهم مع الامام علي سياسه او طمعا في الحكم انما كانت مشكله فكريه بـ امتياز .. فـ الامام علي لم يقاتل الخوارج الا حنيما قالو " لاحكم الا الله " حيث كانت كلمة حق يراد بها باطل .. فحاول الامام علي بكل الطرق السلميه والحواريه ان يقنعهم الا انهم ابو ذالك .. فطر الامام ان يجهز جيشدة من اجل أن يحفظ الدين من هؤلاء الذي بدئو ينشرون الافكار الغير صحيحة ورغم ذالك قال الامام : ثلاثه أمر لن نبدء بها .. فلن نبدئهم بالحرب ولن نقطع عنهم الخراج( بيت مال المسلمين) ولن نمنعهم عن المساجد .. وحينما حاربهم الامام علي أراد للدين أن ينتصر لكنه أوصى في أخر لحظات حياته بإن لايقاتلو الخوراج من بعد فقال :" لاتقالتو الخوارج من بعدي فليس من طلب الحق فاخطأة كمن طلب الباطل فأصابه"

فهذة هي المسيرة الصعبه التي عاشها الامام علي في حياته وكانت حربه كلها من اجل الحفاظ على نظام المسلمين وصف المسلمين من الانشقاق وان تسير الامة في الشكل والطريق الصحيح الذي ارادة الله لنا.

الجمعة، 26 فبراير 2010

الامام علي (2)

حينما ياتي الحديث عن الامام علي عليه السلام فنرى الحديث ينصب اما عن صفاته وصبرة وزهدة او نرى الحديث عن فترات خلافه الامام علي التي دامت أربع سنوات وسبعين يوما الا ان فئات قليله جدا تلك التي تتحدث عن فترات التي عاشها الامام بعد ان غصبت عنه الخلافه وأبعد عن حقه فيها بعد الاجتماع الذي عقد في دار السقيفه بينماا كان الامام يجهز نعش رسول الله "ص" ويستعد لدفن نبي الامة .. وللاسف يظن البعض أو الكثيرون أن الامام علي عليه الصلاة والسلام التلزم الصمت وسكت وجلس في البيت كما اوصاة رسول الله "ص" لكن الكثيرون نسو او تناسى البعض أن رسول الله أوصلى الامام علي أن لايرفع سيفا او يفتح معركة على الخلافه وهذا مافعله الامام عليه السلام .. الا ان المعارضه الحقيقيه للحاكم لاتكون فقط في حمل السيف او القيام بمعركة او ثورة انما لها أساليب عدة تكون على حسب الظروف الموضوعيه للزمن .. حيث تكون المعارضه بالكلمة أحيانا وهذا مافعله الامام علي حينما ألقى تلك الخطبة الشهيرة المعروفه بـ " الشقشقيه " وقد أوضح من خلال خطبته حقه الطبيعي في الخلافه وأوضح انه تم غصبها عنه وابعادة عنها لكن الامام علي كان يتحرك في خدمة الموقف والاسلوب الحق لانه كان يريد حكم الرساله ولا يريد حكم الذات .. فكان هم علي هو الرساله والدين وكل فكرة هو الاسلام حتى قال " خشيت إن لم أنصر الاسلام وأهله وان أرى فيهم ثلمة او هدما تكون المصيبه بها علي أعظم من فوت ولايتكم هذة التي انما هي متاع أيام قلائل يزول منها ماكان كما يزول السراب او كما ينقشع السحاب " .. وحينما فرضت المصلحة ان يجلس عليا في بيته.. خرجت السيدة الزهراء مع ثله من النساء في مسيرة جابت أرجاء المدينه تطالب بحق علي حتى خطبت بهم تلك الخطبة التي كانت تبكي لها الجدار وهكذا تستمر المعارضه بكافه اشكالها لدى علي فلم يكن يجلس يوما في بيته بعيدا عن هموم المسلمين .
ان عليا عليه السلام لم يبايع الا حينما أقتضت المصلحة الاسلاميه في أن يبايع فلم يبايع أبن ابي قحافة الا بعد سته أشهر من رحيل رسول الله فقد جسد الامام علي معنى الرفض لخلافته وجسد المقاطعه لها لكن حينما أقضت المصلحة الاسلاميه التي شخصها علي ان بايع أبا بكر من أجل مصلحة الاسلام الذي كان يصبو إليه علي .. بايع بعد ذالك وقدم الشورى إلى أبا بكر حتى تروي الاحاديث ان أمرئتين جائا إلى أبا بكر ومعهم طفلا وكل منهم يقول هذا الطفل طفلفي ؟ حتى تحير ابابكر ولم يعد يعلم بما يفعل .. ثم أمر بإن ينادى على أبا الحسن عليه السلام .. فلما جاء علي طلب من خادمة قمبر بإن ياتي بـ ذو الفقار ( وهو سيف علي ) فقال لهم : سوف أقطع الطفل إلى جزئين لكي تاخد كل منكم جزا .. فاقلت أحدهم للامام : لا انه طفلها .. فقال الامام : لا بل هو طفلك لانك اظهرت الحنيه عليه .. حتى أعترفت الاخرى بهذا الامر .. هذا هو علي فلم يقل أني لادخل لي بذالك واني لم اعد خليفه فسوف أبتعد عن كل شي واتفرغ إلى محرابي والصلاة والعبادة .. لا فلم تكن المساله تنطلق لدى علي من هذا الجانب انما انطلقت من مصلحة الاسلاميه فكان يقدم الشورى حينما تتطلب المصلحة الاسلاميه بإن يفصح عن رايه .. فكان علي هو أحد المستشارين الذين يعول عليهم عمر أبن الخطاب .. حتى قال قائلهم : لولا علي لهلك عمر .
لم يكن هم علي الخلافه كما كان همة مصلحة المسلمين .. فلم يرفع علي السيف حفاظ على وحدة المسلمين وعدم شق صف المسلمين .. حينما حاول الثوار قتل الخليفه الثالث عثمان أبن عفان أرسل الامام علي أبنائه الحسن والحسين عليهم السلام من أجل حمايه عثمان لكي لايقتل وتنشق الامة وتبدء الفتنه بين المسلمين .. حتى حينما سمع الامام والجيش كان يسير إلى صفين ان أمير الروم يريد ان يغزو بلاد المسلمين قال : سوف اضع يدي مع معاويه ونحارب الروم حفاظا على المسلمين .. فلم تكن المشكله مع شخوص انما كانت كيف تبقى صفوف المسلمين متماسكة من الشق او الفتنه كما حدثت بعد مقتل الخليفه الثالث.
ان الخلافه التي حرم منها علي لم تكن شئا الا ان يقيم حقا ويدحر باطلا .. فقد كان عليا لايفكر في الخلافه الا حينما تكون من اجل اقامة الحق .. فـ عزل علي عن الخلافه كان اول الانحرافات في المسيرة الاسلاميه وهذا ماعبرة عن السيد الشهيد محمد باقر الصدر حينما اوصف ان عزل الامام علي عن الخلافه هو أول مراحل الانحراف في الامة .. صحيح ان بـ ابتعاد علي سوف تحدث الكوارث وسوف يقتل الحسن والحسين وسوف تأتي الويلات على المسملين لكن كانت المصلحة لدى علي في حفظ الامة من الانقسام وليس في ذاته او الخلافه .. فلو حمل علي سيفه بعد أن أبعد عن الخلافه لما بقى من الدين باقيه .. فهذا هو علي المعارض من اجل الدين حتى وهو في أصعب مراحل حياته وهو بعيد عن خلافته .
وهذا هو علي الذي أحب الدين وعاش من اجل الدين ومات وهو في محرابة حفاظا على الدين وبقى علي صوتا للاحرار على مدى الازمان فـ أين أولائك الذين غصبو الخلافه من علي .. وأين معاويه من التاريخ وفي هذا الزمان .. وأرى من المناسب ذكر أبيات الشاعر السوري الشهير محمد مجذوب يقارن فيها بين معاويه وعلي بن أبي طالب

أين القصور أبايزيد ولهوها والصافنات وزهورها والسؤدد
أين الدهاء نحرت عزته على اعتبا دنيا لهوها لاينفذ
هذا ضريحك لو نظرت لبؤسه لاسال مدمعك المصير الأسود
كتل من التراب المهين بخربة سكر الذباب بها فراح يعربد
قم وارمق النجف الاغر بنظرة يترد طرفك وهو باك أرمد
تلك العظام أعز ربك شأنها فتكاد لولا خوف ربك تعبد

الجمعة، 19 فبراير 2010

الامام علي (1)



يقول تعالى : {ومن الناس من يَشرِي نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد}
إن الحديث عن الامام علي "ع" ليس حديث عن الماضي، إنما هو حديث عن الحاضر والمستقبل، لأن عليًا ليس مجرد شخص مر على التاريخ .. إنما هو ذاك الشخص الذي نقش اسمه في كل الأزمنة، وهو الذي مازال يذكر ويؤخد بحديثه وعلمه ومنطقه في كل المراحل المختلفة، ولأن عليًا هو تلك الشخصية التي جسدت الانسان المحافظ على قيمه ودينه، وهو الذي شهد له عدوه قبل صديقه .. فالتاريخ يخبرنا أنه حينما تم إخبار معاوية ابن أبي سفيان – وهو أكبر المبغضين لعلي _ عن استشهاد أمير المؤمنين قال :" لقد هلك العلم والدين " .. فهذا هو عليًا الانسان الذي أخلص للدين وباع نفسه لله، فلم يكن علي يرغب في شيء من حطام هذه الدنيا الفانية، فقد أعلنها عليًا صريحًا حينما قال : " يادنيا غري غيري " لكن الدنيا هي التي لم تستطع أن تتخلى عن علي، حتى حينما باع دنياه وذاب في الله .. حيث كانت الأمة تحتشد على علي، حتى بعد أن أقصي عن الخلافة، فقد كانت تحتشد الأمة لكي يحل مشاكلهم .. فـ الدنيا هي من تحتاج لعلي، وليس عليا هو من يحتاج إليها .. فلم تكن هذه الدنيا أو حتى الخلافة (وهي ليس خلافة دار أومنطقة محددة، إنما خلافة الأمة الإسلامية بـ أجمعها). فـ التاريخ يخبرنا أنه قد أقبل عليه ابن عباس وكان سلام الله عليه يصلح نعله، فسأل الامام هذا: ابن عباس ما قيمة هذا النعل؟ فرد عليه : لاقيمة له .. فقال الامام علي : إن قيمتها عندي أفضل من خلافتكم هذه أن لم أقم حقا وادحر باطلا .. فلقد كانت مشكلة عليا في هذه الدنيا أنه كان مع الحق دائمًا فلم يكن يستمع إلى البعض حينما قيل له :خد من الحق قليلا ومن الباطل قليلا وامزجهم مع بعضهم من أجل أن تعيش .. فقال الامام علي مقولته الشهيرة : ماترك لي الحق من صديق . لقد سُب الامام علي فوق منابر المسلمين لـ أكثر من خمسين عامًا، لكن أين عليًا وأين معاوية؟ حتى وصلت درجة الظلم والاضطهاد التي تعرض لها الامام أن الإعلام الأموي المعتم وصف وروج في نفوس أهل الشام المريضة أن الإمام علي كان لا يصلي، من أجل أن ينال من الامام علي ،و لاجل مغريات هذه الدنيا والخلافة، أو من أجل التحشيد للحرب ضد الامام .. لكن يأبى الله ذلك ورسوله .. فقد بقيت شخصية الامام علي واضحة لاتغطيها الشوائب .. فلقد كان عليا هو أب كل يتيم في هذه الامة .. فكان يكسو اليتامى، حيث يخرج ليلاً، ويمسح فوق رؤوس الأيتام ويطعمهم، ولم يكن يعلم أحد شيئًا عنه ، ولم تكن تلك الاطفال تعرف أن الذي يحن عليها هو أميرها وهو سيدها ومولاها علي، لقد كان علي مثلا للزهد في هذه الدنيا، ولم يطمع في شيء، حتى حينما غصبت منه الخلافة .. لقد عاش عليٌ حياته من أجل الاسلام، فكان يتحرك في الخط الاسلامي ،وكان يحارب حينما تكون مصلحة الأمة في أن يرفع السيف ويحارب ،وليس لمصلحته الذاتية، وكان يسالم حينما تكون مصلحة الامة في بأن يسالم ويحفظ دين الاسلام .. فلقد قال عليٌ مقولته الخالدة : "لأسلمن ماسلمت أمور المسلمين ".. هذا هو علي فلم يكن يبحث عن شيء غير مرضاة الله .. فلقد باع نفسه من أجل الدين حينما بات في فراش النبي ليلة الهجرة من مكة المكرمة الى المدينة، حتى نزلت الآية الكريمة { ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضاة الله}. لهذا كان علي هو البطل في كل مراحل حياته ،من أجل الاسلام الذي انفتح عليه من أجل الذوبان في الله عز وجل، ولهذا كان علي هو الأسد الذي لايخاف، وكان الكرار غير الفرار .. وقالها رسول الله "ص" { لأعطين الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله .. كرار غير فرار ولايرجع حتى يفتح الله بيده } .. إن هذا الانقطاع الذي جسده الامام في حبه لله جعله لا يرى سواه، حيث تصدق بـ الخاتم وهو في موضع صلاته من أجل التصدق على الفقير .. فنزلت الآية الكريمة { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} .. حتى حينما ضرب ذاك الشقي ابن ملجم رأس الامام عليه السلام .. قال _ فزت ورب الكعبة _ فلم يقل أني خسرت مالي أو جاهي أو دنياي، لأنه كان في انتظار تلك اللحظة التي تجعله قريبا من الله .. تجعل من لقائه بالخالق ورسول الله قريب .. هكذا عاش علي حياته من اجل الله .. حتى في مراحل خلافته كان يقيم الحق والعدل والمساواة حتى على نفسه واهل بيته .. فحينما جاء له أخوه عقيل يطالبه بـ زيادة في حقه من بيت مال المسلمين .. رفض علي لأن ذاك الشي يغضب الخالق حتى ولو كان على رضا المخلوق، فكل تلك المراحل كانت من أجل الذوبان في الله عز وجل .

الأحد، 14 فبراير 2010

ونكثف العهد


في 14 فبراير-2001 صوت الشعب البحريني بنسبه 98.4 بنعم لميثاق العمل الوطني، وفي 14 فبراير -2002 انقلب النظام على ميثاق العمل الوطني، والدستور العقدي، وانقلب على كل المواثيق التي صدق عليها الشعب حينما مد يده بصدق، لكن النظام انقلب من جديد على المواثيق. وسوف يكون الحديث في عدة نقاط أولا :قبل أن نبحر في خوض وتحليل تلك التجربة وتلك الحقبة دعونا نطرح سؤال مهم جدًا : لماذا أقدم النظام على طرح ميثاق العمل الوطني؟ أعتقد أن السلطة طرحت الميثاق للخروج من الأزمة الأمنية والسياسية التي لحقت بـ البلاد .. ومن الواضح جدا أن السلطة استطاعت أن تسيطر على الحالة الأمنيه في عام 1998 .. لكن السؤال الأهم؟ لماذا لم تنتهي الانتفاضة خاصة في ظل السيطرة الامنية على مجريات البلاد؟ اعتقد أنه من الواضح جدًا أن الأسلوب السياسي الذي اتخدته المعارضة كان مقدم على الاسلوب الامني .. فمثلا مازال اكثر من 15 ألف معتقل في السجون وهناك المئات من المشردين والمهجرين، لكن مثل صمود المعتقلين والقيادات في المعارضة في داخل المعتقل في بقاء أهداف المعارضة فلم يستطيع النظام أن يقمع الأهداف بـ الحالة الأمنية، أو يمسحها من أرض الواقع ،أو يحرفها عن مسارها الصحيح .. فبقت الأهداف، وبقى المعتقلون في السجون لتبقى الأزمة السياسية باقية خاصة في ظل التوازن السياسي بين المعارضة والسلطة ،وهذا الأمر جعل السلطة في الزاوية الضيقة التي جعلتها تطرح ميثاق العمل الوطني للخروج من الازمة وليس برضاها أو طيبة وخلق منها . ثانيا : بعد ماطرح النظام مشروع ميثاق العمل الوطني كان أصحاب المباردة في ذلك الوقت في داخل المعتقلات ،وكانت أغلب الجماهير تنتظر رأيهم لـاتخاد الموقف المناسب من الميثاق، وبـ الفعل بعد أن أجرت القيادات مشاوراتها وبعد الاجتماع مع الملك طرحت أربعه شروط أساسية، الاول : حاكمية الدستور على الميثاق ،ثانيا : أن يكون التشريع والرقابة من اختصاص المجلس المنتخب والمجلس المعين للاستشارة فقط ،ثالثا : إلغاء قانون أمن الدولة، رابعا : الافراج عن كافه المعتقلين والسماح لكافة المعتقلين بالعودة . أعتقد في رأيي الخاص أن التصويت على الميثاق قرار صحيح في ذاته .. وكما قال سماحة الشيخ عيسى قاسم حفظه الله في أكثر من حديث " لو عمل بالميثاق لكانت الاوضاع في البلد غير هذه الأوضاع " لكن المشكلة الاساسية تكمن في الانقلاب على المواثيق من النظام ،لكن اعتقد ( وقد يكون هذا الاعتقاد خاطئ ) أن المعارضة وقعت في خطأ المفاوضات .. حيث تم الاتفاق على الأهداف العامة والمطالب العامة ولم يتم الاتفاق على خارطة الطريق ( جدولة زمنية ) من خلالها يتم حل كل الملفات عن طريق الحوار والعمل المشترك من خلال ورشات العمل واللجان والهيئات .. فالمعارضة فقط طرحت الحلول لكنها لم تطرح خارطة الطريق الصحيحة التي من خلالها تتم حلحلة كل الملفات السياسية . ثالثا : بعد الانقلاب على الميثاق أصبح هناك عدة مواقف من الانقلاب:الموقف الاول : لم يرى أصحاب هذا الرأي أن هناك انقلاب وقبلوا بدستور 2002 وبنوا عليها الموقف ، الثاني : يرى أصحاب هذا الرأي أن هناك انقلاب على الدستور والميثاق إلا أنهم رتبوا أوضاعهم عمليًا على العمل وفق دستور 2002، الموقف الثالث : يرى أصحاب هذا الرأي أن هناك انقلاب على الدستور والميثاق واتخذوا لأنفسهم وضعًا في مواجهة الدستور وما بني عليه على قاعدة : أن مابني على باطل فهو باطل ما الحل : أعتقد أن من أهم الأمور هو عدم الاعتراف بشرعية الدستور الغير شرعي 2002، ورفض الانطواء وفق مؤسساته والبرلمان الصوري الذي يمثله دستور المنحة .. ويجب على المعارضة أن تسقط هذا الدستور بشتى الأنواع والوسائل والادوات السياسية والحقوقية والاعلامية، من أجل بلد يمثل دولة المؤسسات والقانون .وأني أرى أن أغلب القضايا ترتبط بالقضية الدستورية، ومن الجهل والسذاجة فصلهم عن بعضهم البعض، وأن سقوط الدستور الحالي وكتابة دستور تعاقدي بيدي بحرينية هو السبيل الأمثل لحل كل القضايا السياسية العالقة بعد أن تسلم إلى البرلمان المنتخب وفق ارادة الشعب وأن تصوغ المعارضة والنظام خارطة طريق وفق رؤية وآليات محددة تسير عليها من أجل حلحلة كل الملفات العالقة.

السبت، 13 فبراير 2010

رسول الحق والهدى


كان المجتمع في الجاهلية يعيش أبشع أنواع التخلف الأخلاقي والفكري والعملي على مستوى السلوك والعمل، فلقد كان الجهل هو الذي يسيطر على المجتمع في شبه الجزيرة العربية في ذلك الزمان .. إلى أن بعث الله برسوله الكريم ليخرج الأمة من الجهل إلى العلم والمعرفة .. ومن التخلف إلى النمو والازدهار، حتى بدأ المجتمع يتربى على أخلاق رسول الله "ص"، وعلى القيم والمبادئ الاسلامية سواء في مرحلة الدعوة السرية التي اتخدها الرسول في بداية نزول الوحي ،الذي أمر الرسول بالدعوة إلى رسالته وخاصة أن النبي كان يجلس لساعات طوال يتأمل في غار حراء، حتى نزل عليه جبرائيل يقول له :إقرأ، قال رسول الله(ص) قلت ما أقرأ، وقال له ثانية إقرأ، قال(ص) قلت ما أقرأ، وأعادها عليه ثالثة، فقال: {إقرأ بإسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* إقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم* علّم الإنسان ما لم يعلم}. فقرأها الرسول(ص) وبشّره جبرائيل أنه رسول الله(ص)، وجاء إلى خديجة(ع) يقص عليها ما جرى له، ثم بقى الوحي مدة منقطعًا عن رسول الله كما تقول الروايات، وهو يتأمل في غار حراء إلى أن نزل عليه جبرائيل وقال له :يامحمد أنت رسول الله حقًا .. فارتاح لذلك، وترك النداء أثراً عميقاً في نفسه، وسرت عنه مخاوفه وأخلد للنوم، وبينما هو غارق في النوم جاءه الملاك جبرائيل ليبلغه رسالة الوحي، فاستيقظ من نومه ليستمع إلى الوحي يقول له: {يا أيها المدثر* قم فأنذر* وربك فكبر* وثيابك فطهر* والرجز فاهجر* ولا تمنن تستكثر* ولربك فاصبر..}. حتى بدأ الرسول ينطلق في رسالته ويطرحها على الاقربون كـ زوجته خديجه وابن عمه الامام علي وآخرين من الصحابة، لكن بسبب سلطة قريش داخل مكة جعلت الدعوة في نطاقها السري قبل أن يجهر بها رسول الله ،حتى أن بعض المسلمين كانوا يذهبون إلى مناطق خارج المدينة من أجل اتمام الصلاة والتعبد لله وحده لاشريك له ..واستمرت الدعوة السرية حتى شعر المشركون ببعض الحركة من قبل رسول الله "ص" وبدأ المشركون في حركة المضايقة والمراقبة لرسول الله ،خاصه بعد أن أذن للرسول بالجهر بالرسالة {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} وقوله تعالى :{وأنذر عشيرتك الأقربين* واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}. وبدأ في مناقشة المشركين حول أساس العقيدة والتوحيد، لكن المشركين كانت قلوبهم تبتعد عن معرفة الحق وعقيدة التوحيد. ومن أجل أن يمتد الاسلام والرسالة بشكلها الصحيح، هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة .. وكان من أبرز الأسباب التي جعلت اختيار الهجرة للمدينة المنورة هو وجود حاكم عادل ،وليس هناك خوف من أن يقمع هذا الحاكم عقيدة المسلمين ويستهدفهم .. ومن أول الأعمال التي قام بها رسول الله في المدينة المنورة هي بناء المسجد ليكون المكان الرئيسي في تعليم ونشر مبادئ الدين ، ثم عمل على صياغة وثيقة تنظم العلاقات في المجتمع ، خاصة في ظل وجود بعض اليهود داخل المدينة. وقام بعد ذلك بـ المؤاخاة بين المسلمين، حتى تهيأت الأسباب و الظروف لرسول الله بأن يبدأ في صياغة جيش المسلمين من أجل نشر الإسلام ومحاربة المشركين .. ولو سألنا أنفسنا : لماذا لم يحارب رسول الله "ص" المشركين قبل الهجرة وحاربهم بعد ذلك؟ نستطيع أن نستنتج أن رسول الله كان يريد صياغة عقيدة صحيحة للمسلمين في بداية الدعوة، حتى يتمكن من صياغة الانسان المسلم وفق الرؤية الرسالية الالهية، وهي الخلافة في الأرض، وهذا ماسعى إليه الرسول الكريم .. لكن بعد اختلاف الظروف أصبح من واجب الرسول إعداد الجيش وإعداد العدة من أجل حماية الاسلام {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو اللّه وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم اللّه يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل اللّه يوفَ إليكم وأنتم لا تظلمون} .. حتى أذن للرسول أن يحارب المشركين في غزوة بدر حيث كان المسلمين قلة أمام المشركين {أذِنَ للذين يقاتلون بأنَّهم ظلموا وإنَّ اللّه على نصرهم لقدير*} وقوله :{وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدين للّه}. حتى أنتصر المسلمون في بدر وبدأت قوة الاسلام تظهر وعاد المشركون مخذولين منكسرين يجرون أذيال الهزيمة ويتوعدون المسلمين .. حتى خاض المسلمون بعد ذلك الكثير من الغزوات كـ أحد والخندق وحنين وتبوك، واستطاع رسول الله من خلال الحوار بين المشركين والمسلمين والرسائل والحروب أن يثبت دعائم الاسلام .. لكن السؤال الذي يطرح هل أن رسول الله استطاع أن يثبت دعائم وأركان الاسلام من خلال الحرب فقط أو إن هناك الكثير من الوسائل وأبرزها الحوار مع المشركين .. حيث تروي الروايات أن رسول الله كان ينادي المشركين حتى اجتمعوا، ومن لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسولاً لينظر ما يريد، فاجتمع إليه منهم حوالي الأربعين، فقال النبي(ص): أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج من سفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ فقالوا: بلى والله، لأنّا ما جربنا عليك كذباً، قال: إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبّاً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تعالى عليه{تبت يدا أبي لهب وتب* ما أغنى عنه ماله وما كسب* سيصلى ناراً ذات لهب* وامرأته حمّالة الحطب* في جيدها حبل من مسد}. كان الرسول يعامل المشركين بالرفق في دعوته حيث دعاهم بمنطق العقل والخطاب العقلاني {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} لكن المشركون كانو يؤذون رسول الله ويعاملونه بجفاء ويلحقون به الاذى، لكن الرسول دعا ربَّه: "اللّهمَّ إليك أشكو ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي وهواني على النّاس ... يا أرحم الراحمين، أنت ربّ المستضعفين وأنت ربّي، إلى من تكلني؟! إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدوٍ ملكته أمري؟! إن لـم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي" . وهكذا عاد رسول الله إلى رسالته بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى انتشر الاسلام وبقت عقيدة التوحيد هي الديانة الحقة في شبه الجزيرة العربية، لكن بقى أمر واحد يجب على رسول الله ان يبلغه لـ اكمال الاسلام ..{يا أيُّها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربِّك وإن لـم تفعل فما بلّغت رسالته واللّه يعصمك من النّاس} حيث نادى في حجة الوداع أمام جمع حاشد من المسلمين قال: ((اللّه مولاي وأنا ولي كلّ مؤمن ومؤمنة)) وأخذ بيد عليّ (ع) وقال: ((من كنت مولاه فهذا عليّ وليه، اللّهمَّ والِ من والاه وعادِ من عاداه)). حتى بارك له أغلب الصحابة، حتى من غصب منه خلافته ..ثم أنزل اللّه تعالى : {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً} .

الخميس، 11 فبراير 2010

الحسين في قلب الشعب الهندي

عندما تشاهد الملايين تزحف إلى كربلاء فهذا أمر طبيعي ومتوقع، لأن ضريح وقبر الحسين في كربلاء، وحينما تشاهد الألوف الشيعية تحيي الشعائر في شتى الدول الاسلامية فهذا أمر متوقع أيضًا، لأنها تمثل خط الإسلام وتحتوي على شيعة موالين. لكن حينما تشاهد خروج الأمواج البشرية في دولة لاتمثل الإسلام وديانتها ( الهندوسية ) ،هنا يجب علينا الوقوف أمام هذه الظاهرة وقفة دراسية لنتعرف على مدى حب هذا الشعب ومدى معرفته بالحسين .في تجربة شخصية لي في ذكرى الأربعين الأخيرة في شوارع العاصمة بونا في الهند، وهي الدولة الغير إسلامية التي تحتوي على مختلف الديانات وتصادف مختلف الألوان و المذاهب الفكرية والعقائدية، لكن السؤال الذي يطرح : ماقيمة ذكرى الحسين لدى الشعب الهندي؟ وهل الحسين شخص مقدس ومحترم لدى الشعب الهندي؟ وكم من هؤلاء يعرف الحسين ؟قبل أن ننطلق في محتوى الموضوع يجب علينا ان نتذكر مقولة المهاتما غاندي في الحسين حينما قال : " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومًا فأنتصر " .. عندما نقرأ أو نسمع هذه الكلمات من شخص لاينتمي للعقيدة الإسلامية فيجب علينا أن ندرس الأسباب التي دعت غاندي إلى البحث والتعرف على الحسين وثورة الحسين المباركة .. أعتقد أن غاندي انطلق في دراسته لحياة وثورة الامام من منطلق دراسة حياة العظماء في التاريخ، ودراسة حدث الامام كأحد عظماء التاريخ الذي انطلق بثورته المقدسة للانتصار رغم هزيمته العسكريه لكن في االقواعد السياسية " انتصر الدم على السيف "، فـ أنتصر الحسين وبقت ذكرى الحسين على طول التاريخ، باقية ما بقي الدهر، وبقى الحسين مخلدًا في كل عام وكل حين، ليصبح الحسين أحد العظماء الذين يدرس الغرب حياتهم وثورتهم من منطق الاستفادة وأخذ العبرة من حياته المباركة .. فنحن حينما ندرس الحسين ندرسه من منطلق ديني عقائدي اسلامي، أما الغرب فـ تبدأ من منطلق الاستفادة من حياة العظماء .. ومن هذا المنطلق عرف الشعب الهندي الحسين .في حادثة حدثت لي مع أحد الهندوس حينما سألته ماهو العيد الذي يقيمونه هذا اليوم ( وكان يصادف يوم الأربعين ) حيث شاهدت الفرح والرقص والخروج في الشوارع .. قال لي : إن الحسين انتصر في هذا اليوم؟ ثم قال لي : لماذا تبكون والحسين منتصر؟ فـ قلت له نحن نبكي لمظلومية الإمام الحسين وماحدث له في ظهر العاشر وبقائه وحيدًا بلا ناصر ولامعين، ونبكي على سبي النساء وترويع الأطفال .. إذًا حتى أبناء الديانة الهندوسية تحيي ذكرى الحسين، لكن بشكل مختلف، وإن كنا نخالفهم في الأسلوب لكن تبقى فكرة الإحياء وفكرة معرفة الحسين في عقل الشعب الهندي .أما المسلمون بـ مختلف انتمائاتهم ( الشيعة الامامية والزيديين البهرية والاسماعيلين والسنة .. الخ) فتحيي ذكرى الحسين من خلال النزول للشوارع ولطم الصدور وجرح الظهر بـ السكاكين والمشي فوق الجمر وهم ينادون واحسيناه .. حتى ولو اختلفنا معهم في الأساليب لكن تبقى ذكرى الحسين حية في قلب كل الشعب الهندي بـ مختلف أطرافه .مثلا في مولد رسول الله "ص" يحتفل أكثر من عشرة ملايين من المسلمين من خلال النزول كـ أمواج بشرية وهي تنادي يارسول الله ،ويوضح الشعب الهندي فرحته بـ ميلاد النبي وكل ذلك في بلدة لاتتخد الإسلام عقيدة .وتبقى ذكرى الحسين مخلدة.

الجمعة، 5 فبراير 2010

من وحي الاربعين


وتعود ذكرى الأربعين لنجدد الحزن على الحسين .. سيدي يا أباعبد الله إن لم يجبك بدني عند استغاثتك، ولساني عند استنصارك، فقد أجابك سمعي وبصري وعقلي وروحي، لأنك الإمام الذي أعطى كل حياته من أجل الاسلام.. يا أباعبد الله سوف نبقى على خطك، وسوف نبقى ننشد التغير على المستوى الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وسوف يبقى شعارك هو شعارنا، وهدفك هو هدفنا، سوف ننطلق من نفس المنطلق الذي انطلقت منه .. لقد علمتنا يا أباعبد الله وأنت في آخر ساعات حياتك أن لانعطي بيدنا اعطاء الدليل، وأن لانقر اقرار العبيد، ولو اجتمعت كل قوى الاستكبار في محاصرتنا ومحاربتنا، وسوف يبقى شعارنا الذي نطقت به وهو يساومونك على دين جدك هو شعارنا " هيهات منا الذلة " .. سيدي يا حسين إن لم نكن معك في ظهر العاشر من محرم ، فسوف نبقى على خطك وسوف نلبي شعاراتك، وسوف يبقى خطنا هو خط الاسلام الأصيل ونبقى أبناء للمرجعية، وسوف نتربى ونٌنشَأ على أيدي العلماء، ونتخرج من مدارس الحوزة التي بقت من خلال ثورتك ودمائك الطاهرة . ومن هذا المنطلق يجب علينا أن ننطلق من نفس الهدف الذي انطلق منه الامام الحسين، ويجب أن يكون ثباتنا في الموقف كـ ثبات سيدتنا و مولاتنا زينب التي وقفت في قصر يزيد موقف الانسان القوي الذي يمثل الصمود والإباء والعزة ،وقفت وقالت بشموخها الانساني والديني _ مخاطبة يزيد _ " كد كيدك واسعى سعيك فـ والله لن تمحو ذكرنا " هذا هو الموقف الذي مثلته عقيلة الطالبيين في قصر يزيد حينما فضحت النظام الأموي، وكشفت زيف وتكذيب الإعلام الأموي المظلل الذي أقنع الشارع الاسلامي أن هؤلاء خوارج ،وحاربهم يزيد من أجل الحفاظ على الاسلام .. فلقد كانت فصاحة وبلاغه السيدة زينب هي فصاحة علي ابن أبي طالب ،وذكرت الأمويين وكل الموجودين في القصر بخطب أمير المؤمنين في سكك الكوفة .. لقد أسقطت السيدة زينب كل أنواع الزيف والكذب التي استخدمها يزيد وابن زياد، وأوضحت الأمور بشكلها الصحيح، ليثور الناس على بني أمية .. وحينما حاول يزيد بن معاوية تدارك الموقف، أمر بأن يؤذن المؤذن للصلاة( والروايات تقول أنه لم يكن وقت صلاة )، وحينما قال المؤذن الله أكبر، قال الامام علي بن الحسين : كبرت كبيرًا وعظمت عظيمًا .. ثم قال المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله، قال الامام : شهد بها لحمي وعظمي وجلدي وروحي .. وحينما قال : أشهد أن محمدًا رسول الله، .. قال الامام : يايزيد محمد هذا جدي أم جدك .. فإن قلت جدك فقد كذبت وإن قلت جدي فلما قتلت أبيَ الحسين . فبهذا الموقف القوي في الثبات بعد معركة ظارمة في ظهر العاشر، وبعد السبي من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى الشام، تمثل لنا معنى الثبات على الحق، وأن المد العاشوري مازال متواصلاً في أهل البيت .. فـ الحسين انتصر بالدم على السيف، وواصلت زينب المعركة بكل ثباتها وصبرها ،وبعفتها وبحجابها، الذي هز كيان الامويين في وسط قصرهم .. والروايات تحدثنا أنه حينما عاد الركب إلى المدينة، جاء أحدهم يسأل الإمام السجاد: من المنتصر؟ هل الحسين المقتول أم يزيد الذي استولى على زمام السلطة؟ قال الامام السجاد : إذا رفع الأذان عرفت الغالب .. إذا قال المؤمن أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله عرفت الغالب .. فـ المقصود من قول الامام أن الانتصار هو في المحافظة على القيم والمبادئ والأهداف ،وليس الانتصار العسكري . وإن أبر المحافظين على القيم والمبادئ الحسينية هي المقاومة الاسلامية في لبنان التي هُدمت فوق رأسها المباني ،ودُمرت البنية التحتية، لكنها حافظت على مبادئها وسلاحها ومقاومتها، فـ انتصرت بعد 33 يومًا من العدوان... لأن هؤلاء هم أنصار الحسين الحقيقيون، وهم من مدرسة الحسين .. حينما نقول أننا من أنصار الحسين فـ لندافع عن قيمنا ومبادئنا .. حينما نقول " ياليتنا كنا معكم " فهذا الشعار يتطلب الثبات في الموقف وليس مجرد شعارات براقة نحملها ونفتخر بها .. حينما نذرف الدموع في المأتم فيجب أن تكون دموع وعي للرسالة .. يجب على هذه الدموع أن تتحرك في ساحات الجهاد من أجل التغيير .. ليس المطلوب من مصطلح الجهاد رفع السيف ،إنما هناك الجهاد في التربية والثقافة والدفاع عن الدين .. كم نحن بحاجة إلى شخصيات تربت على مبادئ الحسين لتنهض من جديد وتنطلق كما انطلق الحسين للحفاظ على الاسلام .

الاثنين، 1 فبراير 2010

فاطمة القدوة



لكل انسان في هذا الكون أهدافًا يسعى إلى بلوغها وتحقيقها والوصول إليها.. ليصل بذلك إلى الحلم الذي سعى إليه .. ومن طبيعة هذا الكون أنه لا نتيجة بلا عمل.. ولا انجاز بلا إرادة.. ولا جواب بلا سبب.. ومن الأسباب التي تجعل الإنسان متميزًا في شتى مجالات الحياة هو أن يتخذ له قدوة وأسوة في حياته .. وينهل من فكر وعلم ومبادئ هذه القدوة في شتى المعارف والحكم المتنوعة .. لكن : من هم القدوة ؟ ما حاجة الإنسان إلى القدوة؟ وبمن يقتدي الإنسان ؟
في طبيعة البشرية أن الإنسان المكافح في معارك الحياة يبحث عن التميز وهذا التميز لا يأتي إلا بالاختيار الدقيق والصحيح للأطروحات والأفكار التي يتخذها منهجًا له في الحياة والاختيار الصحيح للقدوة .. ولا يمكن للإنسان أن يتخذ من شخص قريب له أو قرين له في العمر قدوة لأن هذه القدوة لا تقود الإنسان إلى الكمال، لأن في الأساس أغلب البشرية من جنسنا تفتقد إلى الكمال الذاتي، لأنه مهما بلغت رفعة وشأن الإنسان يبقى فقيرًا في العلم والمعرفة والمبادئ والقيم أمام الإنسان الكامل المعصوم المنزل والموصى به من السماء .. لكن إذا أتخذ الإنسان قدوة كفاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله وزوجة أمير المؤمنين وأم السبطين فأنه يحقق الكمال الذاتي في الاختيار الصحيح للقدوة في هذه الحياة.
تعتبر فاطمة الزهراء الملقبة بأم أبيها مثال للمرأة الصالحة التي جسدت معاني عظيمة وخلدت أسمها بأحرف من ذهب في التاريخ الإسلامي الأصيل.. وفاطمة الزهراء ليس مجرد تاريخ نستذكره في كل ذكرى تمر علينا سنويا، أنما هي مثال نقتدي به في كل مراحل حياتنا لما جسدته هذه المرأة العظيمة من مبادئ وأفكار لا يعملها إلا المعصومون المنزل بهم من السماء.. فلقد مثلت فاطمة أربع أدوار رئيسية هامة سوف نتحدث عنها في مجمع حديثنا البسيط لهذه الشخصية العظيمة:

فاطمة وأبيها:
لم تكن السيدة الزهراء عليها السلام مجرد أبنة لرسول الله "ص"، أنما كانت له الأم الرحيمة فسميت بأم أبيها .ولو نستخلص الحكمة من هذه التسمية لعرفنا أن معنى الأم هي التي تجمع الحنان في أحشائها وتجمع الأمة بأجمعها داخل قلبها الرحيم، وهي التي تقدم الغالي والرخيص من أجله، وهي الودودة التي تراها في وقت الشدائد .. أما معنى كلمة الوالدة فهي التي ولدت الابن وحملته في بطنها وتعبت الليالي من أجل أن يخرج إلى هذا النور، وليس كل من ولدت تستحق أن تكون أم لأن الأمومة صفة رحيمة ورائعة. فلقد جسدت السيدة الزهراء معنى الأمومة حينما كانت تخفف عنه الأذى حينما كان يؤذى بقسوة في بداية الدعوة إلى الإسلام، فكانت تنفض الغبار عن جبينه الطاهر، وكانت تمثل معنى الاحترام لأبيها حيث ورد في الروايات المتواترة أنها كانت تخجل من أبيها ولا ترفع عينها أمامه احترمًا وتبجيلا لمقام رسول الله .
لو نظرنا إلى واقعنا الحالي وطبيعة العلاقة بين البنت وأبيها سوف نرى الكثير من الفراغ العاطفي في التعاطي فيما بينهم.. سواء من ناحية الأب مع البنت، أو حتى في تعاطي البنت مع الأب ،حيث نشاهد فجوة كبيرة في العلاقة بينهم سواء على مستوى الحنان أو حتى على مستوى العلاقة والقرب العاطفي بين الطرفين، وللأسف نرى غياب الحوار وتبادل الأفكار بين الطرفين، والذي نراه هو إصرار طرف على فكرة ضد طرف أخر .. أو معاندة طرف إلى الطرف الأكبر ومحامله إلى كسر كلمته والخروج عليها .. فأين نحن من علاقة فاطمة بمحمد ومن علاقة الوالد بفتاته في هذا الزمان.

فاطمة وعلي :
لولا وجود علي لا وجد كفؤ لفاطمة .. ولولاكِ يا فاطمة لما تمثلت لنا معنى الزوجة الصالحة التي تحافظ على زوجها، وتستطيع أن تمثل أروع وأسمى صفات الصبر في المصاعب .. حيث لم يكن الإمام علي صاحب ملك ولم يكن أبي طالب صاحب جاه ليرثه علي عليه السلام بمال أو جاه، لكن كان علي صاحب موقف وعاشت معه فاطمة في أقسى الظروف، لم تكن فاطمة تشكي يومًا من حالها.. رغم الصعاب ورغم أن الزاد لم يدخل بيتها لـ أكثر من ثلاثة أيام كما جاء في بعض الروايات.. رغم أنها بنت رسول الله "ص" قائد الأمة الإسلامية ، إلا أنها أبت أن تطلب من أبيها قوت يومها ومثلت بذالك صفات الصبر والتضحية في سبيل زوجها.. لقد عاشت الزهراء مع علي في جو الإيمان .. لقد سطر علي وفاطمة أسمى وأروع النماذج الزوجية فلم يرى في التاريخ الإسلامي زوجة أعظم من فاطمة.. يا فتاة الإسلام ؟ أينكِ من بنت رسول الله ؟ لقد تزوجت فاطمة بمهر مقداره قرآن ولم تكن تطلب نفسها بمال من حطام هذه الدنيا.. أنما طلبت زوجًا يحفظها كعلي .. فلماذا نتصارع اليوم في هذا الزمان على زخارف ومميزات الزواج والصالات وأكبر المهور؟ .. هل أصبحت قيمة البنت في مهرها ؟ أم أن قيمة البنت في الزوج الصالح الذي يحفظها ؟ لم يطلب رسول الله من علي مالا، أنما عرف علي الحق وعلي الإيمان.. ما هي المنطلقات التي من خلالها نزوج بناتنا ؟ هل هو الإيمان أم هو المظهر الخارجي من المال والجمال؟
إذا كانت فتاة الإسلام تريد الراحة الزوجية فعليها أن تقتدي من بيت فاطمة.

فاطمة وأبنائها:
ما أروع أن يكون هناك طفلا من رحم فاطمة.. وما أجمل أن يكون والد هذا الطفل عليًا.. وما أحلى حينما نرى الحسن والحسين يخرجا من صلب فاطمة لتتجسد معنى الأمومة في فاطمة .. لقد كانت فاطمة " أم أبيها " ولقد كانت فاطمة أم الحسن والحسين .. كانت فاطمة تعاملهم بالرحمة واللين، وتعلمهم مبادئ القرآن وحكم الإسلام، .. فاطمة لم تكن مجرد أم أنما كانت المربية التي نسجت سيدان من سادة شباب الجنة.. لقد كانت كما تروي الروايات يأتي الحسن إليها ويخبرها ماذا قال جده رسول الله في المسجد.. ثم يأتي علي ليحدثها إلا أنها تخبره بعلمها بما دار لان الحسن أخبرها وهذا نموذج صالح في الأمة يجب أن نقتدي به . كم من الأمهات في هذا الوقت يسألون أبنائهم أو يحثون أبنائهم على الحضور إلى المسجد أو صلاة الجماعة ؟ وكم من الأمهات اللاتي يناقشن ويعلمن أبنائهن أصول القرآن وتعاليم الدين ؟ لماذا تصبح الزهراء مجرد قدوة نظرية للأمهات وهن بعيدات كل البعد عن الاقتداء بأفعال الزهراء في التعاطي مع أبنائها ؟ لماذا أبنائنا بعيدون عن أمهاتهم عكس الحسن والحسين القريبان من الزهراء، واللذين يخبرانها بما يحدث ؟ لماذا لا نجعل من أولادنا مثال للابن الصالح .. أليس أجدر بنا أن نعلم أبنائنا تعاليم أهل البيت.. أذا كانت الزهراء هي القدوة لكن أيتها الأمهات فجدير بكن أن تقتدوا بها في تعاملكم مع أبنائكم من أجل بناء جيل صالح ينشر الإسلام في كل بقاع الأرض.

فاطمة وموقفها السياسي:
بعد أن جار الزمان بعد رحيل رسول الله "ص"، وبعد أن أقصي عليًا من الخلافة.. لم تكن فاطمة الزهراء لتسكت عن حق علي .. فقد نطقت بكلمة الحق في وجه سلطان جائر .. وخطبت خطبتها الشهيرة داعية إلى أن تعود الخلافة إلى علي، وقادت هي وثلة مؤمنة من النساء المسيرة في المدينة مطالبة بهذا الحق، ولم تهاب أو تخاف جور السلطان لأنها والحق يسيران.. لقد مثلت فاطمة نموذج للمرأة التي تقود العمل السياسي بعفتها وشرفها وقوتها، فلم تتنازل عن حق بعلها ولم تهاب السلطان رغم أنها ضربت وسلب حقها، إلا أنها آثرت إلا أن يصل صوتها للخليفة أنها تطالب بحق علي في الخلافة.. لقد جسدت فاطمة معنى المرأة في العمل السياسي الذي نفتقده في هذا الزمان.. فلم تتخلى فاطمة عن عفتها في سبيل موقفها السياسي أنما واصلت مشوارها من خلال موقفها العفيف الشريف لترسل برسالة للأجيال أن المد الفاطمي يجب أن لا ينقطع وان تواصل المرأة من خلال موقعها الموقف السياسي والاجتماعي، والنطق بالحق و الجهر به .. وهذا ما تمثل في موقف السيدة زينب في كربلاء حينما قادت الهاشميات ونطقت بكلمة الحق في قصر أبن زياد في الكوفة .. فأينكن يا فتيات الإسلام من فاطمة وموقفها السياسي والاجتماعي .. فلم تتنازل فاطمة عن عفتها وهي في موقع الجهاد بينما نرى العجب من تنازل عن العفة في هذا الزمان.. فاطمة وزينب في أقسى مواقع الحياة ضرب لنا بهن المثل في الحفاظ على الدين، بينما نحن نبيع الدين بثمن بخس من أجل شي من حطام الدنيا .

الجمعة، 29 يناير 2010

الامل




إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الانسان ليشقى .. ولم يخلقه عبثا .. إنما خلقه من أجل رسالة يجب على الانسان أن يؤديها على أفضل وجه ..فإن الله لايبتلي الانسان إلا لأنه يحبه .. ولم يأخد منه إلا ليعطيه، وما أبكاه إلا ليضحكه ،وما حرمه إلا ليتفضل عليه .. أما سمعت قول الله تعالى " انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب " فليس كل شخص يصمد أمام الابتلاء فـالبعض يسقط أمام الابتلاء، وهذا ماعبر عنه الامام الحسين بقوله : وإذا مصحو بالبلاء قل الديانون.

وأمام هذه الابتلاءات وهذه المحن والمصاعب في الحياة يجب أن يعيش الشخص بالأمل والثقة ، ويجب أن يؤمن بقدرة الخالق الرحمن في تدبير الأمور، وأن لايدخل اليأس قلبه لأن الأمل بالحصول على المبتغى يكون بقدرة الله و تدبير منه، و إن الإيمان والأمل فضل من الله، واليأس والاكتئاب من مكر الشيطان .. أما الأمل فهناك عدة أنواع : البعض يعلق الآمال على نجاح دراسي، والآخر على عودة شخص حبيب غالي على قلبه، والبعض يأمل في تحرير أسير أو شفاء مريض .. فـ الطموح في الامل يختلف بـ اختلاف نمط التفكير من شخص لآخر، لكن الأهم هو صحة عنوان الأمل والسعي من أجل تحقيقه بكل الوسائل المتاحة .

فلامستحيل في هذه الحياة مع وجود الأمل لكن بشرط أن يكون الحلم والأمل في حدود العقل والأمر المتاح .. حينما ينتظر شخص انسان غائب عنه لسنوات طويلة فيجب عليه أن يتذكر صبر نبي الله يعقوب على فقد ابنه نبي الله يوسف وقد عاد له بعد 40 عامًا من الصبر والانتظار لأنه تمسك بـالأمل وبقدرة الله الواحد الأحد. وحينما ينتظر شخص عودة حبيب أحبه وعشقه قلبه يجب أن ينظر إلى قصة زليخة وهي تنتظر يوسف في السككك و الشوارع والأسواق وانتظرته 30 عاما فلم تفقد الأمل، خاصة بعد فقدها مالها وجمالها .. وإذا كان الأمل في انتظار مولود طال انتظاره فيجب علينا أن نتذكر قصة نبي الله زكريا الذي رزقه الله بـيحيى بعد أن كانت أم يحيى عاقرًا وكبيرة في السن ،لكنها ولدت بـيحيى وهي في مرحلة متقدمة من العمر، وهذا ينطبق أيضا على سارة زوجة نبي الله إبراهيم التي ولدت بيعقوب في سن متأخرة . كل هذه النماذج من حياة أنبياء الله هي حجة علينا، وهي التي تجلعنا نعيش الأمل في هذه الحياة، والأمل الحقيقي يعيشه كل مؤمن موالي على هذه الأرض وهو ينتظر صاحب العصر والزمان روحي لتراب مقدمه الفداء في انتظار خروجه من أجل أن يقيم دولة العدل السماوية وهذا هو الأمل الحقيقي في هذا الوجود.

فـإذا آمنا بوجود الأمل كما في قصص التاريخ فلماذا نفقد الأمل في حياتنا؟ لماذا حينما نمحص بالمصائب والبلاء نفقد الأمل .. أوليس نبي الله ابراهيم قدم ابنه نبي الله اسماعيل للمنحر قربانا ولم ييأس من رحمة الله .. نحن نعيش الأمل لأننا نعرف رحمة الله بعباده .. ونعرف من خلال التاريخ أن ليس هناك أمرا مستحيلا .. فيحنما نرى كل الأبواب موصدة ومغلقة أمامنا ونرى هناك ضوء يخرج من إحدى الأبواب يجب علينا أن نتمسك به لأنه الأمل الذي يجب أن نعيشه ونتمسك به، فحينما نكون في وسط البحر، وتضرب الرياح، وتموج السفينة ، ونرى أنفسنا نقترب من الغرق والموت ..لماذا الشخص المؤمن يناجي ربه ؟ أو ليس هذا الامل بقدرة الله.

فـالأمل لايأتي إلا مع الصدق، وحينما يكون الانسان صادقًا مع نفسه سوف يشعر إنه فعلا يعيش الأمل، أما إذا كان الشخص لايعيش الصدق فلن يشعر بـالأمل ولن يتحقق له شيئا .. والأهم في تحقق الأمل هو العمل وليس الاكتفاء بـالأمنيات القلبية، فيجب علينا أن نعمل من أجل تحقيق الأماني، والقرآن يقول: " قل اعملو فسيرى الله عملكم " فـالأساس هو العمل لتحقيق الأمل والغاية والطلب، والله لا يخيب من دعا إليه بقلب صادق .. فبجانب الصدق والعمل يكون الدعاء الخالص الصادق فـالله عز وجل يقول في محكم كتابه الحكيم " قل ادعوني استجب لكم"

الاثنين، 25 يناير 2010

العقل اللاواعي



إن الله سبحانه وتعالى وهب للإنسان قدرة لا محدودة من اجل أن يعمر الأرض وان يستفيد منها في تنفيذ وعمل طموحاته لكن للأسف الشديد الإنسان لا يعرف كيفيه التصرف بطريقه صحيحة من أجل أن يستفيد من هذه الثورة العظيمة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان فهو يمتلك الكثير من الأفكار والرؤى والمشاريع.


ونرى أن الكثير من الأشخاص لديه طموحات ومشاريع ذاتيه في داخل نفسه لكن للأسف هذه المشاريع لا ترى النور وتبقى مجرد أفكار أو حروف على ورق.. أذن ما الحل؟ أعتقد أن من أجل الخروج من دائرة التفكير إلى دائرة التطبيق العملي يحتاج إلى بعض الجهود وبعض التفكير وأني أرى إن عدم تنفيذ بعض المشاريع يعود إلى انغلاق الشخص على نفسه وعدم التفكير بصورة صحيحة من أجل أن يخرج المشروع بصورة صحيحة على أرض الواقع

في الكثير من الأحيان يقول الشخص " أني لا أقدر ولا ستطيع " ويجعل من هذه الفكرة داخل عقله إلى أن تترسخ هذه الفكرة داخل عقله الباطني – العقل اللاواعي_ وتصبح واقع يعيشه الإنسان على المستوى النظري والعملي.. حينما يقول الشخص أني لا استطيع فلن يستطيع في يوم من الأيام .. لأنه جعل عقله الباطني يتقبل فكرة عدم الاستطاعة .. فـ ترسخت فكرة عدم الاستطاعة في ذاته فـ أصبح العقل الباطني يؤمن بأنه لا يستطيع أن يعمل أو يحقق الأمر الفلاني بسبب تفكيره السلبي .. لكن حينما تؤمن أنك تستطيع أن تحقق الهدف الفلاني فإن العقل الباطني للشخص سوف يرسم في داخله فكرة إنني أستطيع أن أحقق الأمر الفلاني فـ إذا كنت تؤمن بـالشي فسوف تستطيع أن تحققه في يوم من الأيام

البعض يرى إن هناك استحالة في تحقيق بعض الأمور .. لكن قانون الحياة يقول عكس ذالك .. يقول أن لا مستحيل مع قوة العقل الباطني للشخص .. حينما يؤمن الشخص بفكرة معينه وتنرسخ هذه الفكرة في العقل الباطني للشخص سوف نرى أن هذه الفكرة تتحرك من اجل أن ترى النور لكن هذا التحرك يحتاج إلى عمل على مستوى مرحلتين :
الأولى : هو تعزيز الإيمان بالشي عن طريق الدعاء لترسيخ الأمر في العقل الباطني .. مثلا الشخص يريد أن ينهي دراسة الدكتوراه يجب عليه أن يقول : "أني أثق في قدرات الله عز وجل فإنه وهبني قوة العقل الباطني من أجل أن أسعد نفسي وأحقق أمنياتي سوف أحصل بإذن من الله على شهادة الدكتوراه وأني أستطيع أن أحصل عليها "
يجب على الإنسان أن يقرأ هذا الدعاء كل يوم ( 10 مرات تقريبا) ليرتسخ هذا الأمر في العقل الباطني .
ثانيا : هو السعي والعمل الجاد من أجل تحقيق هذه الفكرة وان أعمل ليلا ونهارا من اجلها بكل السبل والطرق المتاحة .

في الكثير من التجارب ثبت قوة العقل الباطن في تحقيق رغبات الإنسان إذا استطاع الإنسان أن يستثمر قوة العقل الباطن بالطريقة الصحيحة عن طريق ( الإيمان والدعاء ).. فـ الإيمان بالشي وغرس هذا الأمر في داخل قلب وعقل الشخص والمواصلة عليه بـ الدعاء والعمل سوف تجعل من الأمر يتحقق بإذن من الله . لدينا ظاهرة في المجتمع هي ظاهرة التفكير السلبي من خلال إقامة أفكار سلبيه داخل العقل _ الواعي _ لتنرسخ هذه الأفكار في العقل اللاواعي _ الباطني _ فمقوله " لا استطيع " من أبشع هذه الأفكار السيئة في الثقافة .. إذا قبل العقل الباطني بفكرة سوف يتحرك من اجل أن تتحرك .. حينما يواجه الشخص مشكله ما عليه إلا أن يهدئ من نفسه قبل التفكير .. وعليه أن يطرح المشكلة على عقله الباطني فـ انه لديه كل الحلول فـ علماء العقل يقولون : انه لا مشكله أمام قوة العقل الباطني لكن حينما يستطيع الفرد أن يستعمل العقل الباطني بالشكل السليم فـ العقل الباطني هو المسوؤل عن كل أعضاء جسمك فهو الذي يعطي القرار والإشارات والعمل إلى أعضاء جسمك بـ الفعل الذي تريد أن تعمله فـ إذا أراد الشخص أن يرشد عمله في الحياة يجب أن يعطي العقل الباطن الفكرة الصحيحة .. فـ إذا فكر العقل بالخير سوف يحصل عليه وإذا فكر بالشر سوف يحصل عليه.. فـ الإنسان يحصل على ما يفكر به .. فـ العقل الباطن كـ الكهرباء فهي تستطيع أن تنير بيتا وتستطيع أن تقتل إنسان .. فـ تصرف وتفكير الإنسان هو الذي يجعل من العمل كيف تظهر فائدته .. فـ الماء يستطيع الفرد أن يزرع به زرعا ليأكل به البشر ويستطيع بـ الماء أيضا أن يغرق به طفل.. فـ العقل الباطني كذالك تستطيع أن تقيم من خلاله فكرة صحيحة وتستطيع من خلاله أن تحرق نفسك بسبب تفكير خاطئ.

عندما تتوجه إلى النوم أبلغ عقل الباطن انك تريد أن تستيقظ في الساعة الفلانية هنا سوف يتحرك الإيحاء الذاتي داخل العقل الباطني لـ ايقاضك خلال الساعة الفلانيه التي تريدها وهذا يسمى بـ الإيحاء الذاتي في قانون الحياة والعقل .. فـ إن إبلاغك للعقل بأنك تريد الاستيقاظ في الساعة الفلانيه انه يعتبر الفعل واستيقاظك من النوم يعتبر ردة الفعل وهذا هو القانون الإيحائي الذي من خلاله تستطيع أن تبني أفكارك بشكل صحيحي فعليك بمراقبه أفكارك واختيارها بشكل صحيح.

يجب عليك دائما أن تجعل من عقل الباطن يخيل لك النهاية السعيدة .. وان تشغل عقل الباطن في تخيل المواقف المستقبلية السعيدة بشكل الصحيح وان تساهم في بناء هذه المواقف في حياتك العملية بعد أن تترسخ هذه الفكرة في داخل عقلك الباطن .. إن الأفكار التي تظهر داخل عقلك الباطن لا ظهور لها في حياتك إنما تظهر داخل نفسك فـ أما أن تجعلك إنسان سعيدا أو تجعلك من أتعس الناس .. فـ قوة التفكير في العقل الباطني هي كفيله بتحديد مستقبلك فساهم بكل الوسائل من أجل أن تقيم الأفكار الصحيحة داخل عقلك الواعي واللاواعي

الجمعة، 22 يناير 2010

الامام الحسن بين الصلح والحرب



حينما قرب رحيل سيد المبلغين امامنا وسيدنا علي ابن أبي طالب عن هذه الدنيا أخد يوصي بوصاياه ويعطي أهل بيته مواريث الائمة حيث أوكل إلى ابنه الامام الحسن بالخلافة من بعده وهو الخليفة الحق الموصى به من السماء .. لكن ماذا حدث بعد رحيل أمير المؤمنين؟ هل سلم المسلمين بالخلافة إلى الحسن ؟ أم أن المسلمين تمردوا على هذه الخلافة وبدأ البعض يأخذ له مواقع مختلفة حسب أهواؤه الذاتية وليس حسب الحكم الشرعي للاسلام .

حينما اجتمع المسلمون في مسجد الكوفة وأعلن عبيد الله أبن العباس _ ابن عم الامام الحسن _ رحيل علي ابن أبي طالب ضج المسجد بالبكاء والنحيب لرحيل أمير المؤمنين ثم بدأ يقرأ عليهم وصيةأمير المؤمنين بتنصيب الامام الحسن كـ خليفة شرعي للمسلمين على أن يبايعه المسلمون بالتسليم المطلق لقرارات الامام لا بشروط يضعها المسلمين على الامام من أجل قبول خلافته أو رفضها .. حيث تحدثنا الروايات أنه كان من بين الحضور في المسجد بعض الخوارج الذين حاربهم الامام علي في النهروان .. ولقد سارت الأمور على أن يبايع المسلمون بالطاعةالمطلقة للامام الحسن في كل المراحل سواء في السلم أو الحرب .. إلا إن بعض الخوارج بايعوا الامام الحسن _ وهي بعية ظاهرية _ أما البيعة الباطنية والتي انكشفت في مراحل متقدمة من مسيرة الامام الحسن وهي أن تتم البيعة من أجل الحرب لا لأمر آخر ولايعتبر هذا الأمر في الجانب العلمي بيعة لأن المبايعة هي التسليم المطلق للشخص بالقيادة والانقياد لقراراته في كل الظروف التي يحددها الامام المعصوم والخليفة الشرعي.

بعد أن أجمع المسلمون على الامام الحسن كـ خليفة شرعي للمسلمين .. أرسل الامام رسالة إلى معاوية يطالبه بالطاعة والانصياع إلى قرارات الامام _ وهي القيادة المتصيدة للأمة _ إلا إن معاوية وحلفائه( عمر أبن العاص) لم يستجيبوا لطلب الامام لهم وأعلنوا العصيان والتمرد على القيادة الشرعية التي بايعها المسلمون مما جعل الامام يجهز الجيش من أجل أن يقضي على هذا التمرد والفتنة وأن تبقى صفوف المسلمين موحدة ويمنع الشقاق فيها.. وبالفعل بدأت طلائع الجيش تسير إلى منطقه تسمى بالنخلة .. أما الامام فقد بقى يجهز الجيش في المدينة ويرسل المكاتيب إلى قادة العشائر من أجل الانضمام إلى الجيش إلا أن المزاج العام لشعب الكوفة بالخصوص والمسلمين بشكل عام لم يكن يميل للحرب فقد تقاعس الكثيرون في نصرة الامام .. البعض بحجة التجارة والآخر بحجج واهية، لكن الامام أصر على أن يسير النصف الثاني من الجيش إلى النخلة بقيادة عبيد الله ابن العباس .. أما من جانب معاوية فقد سار جيش الشام أيضا للحرب لأن معاوية كان طمعه الظفر بالخلافة، عكس الامام الذي كان يريد وحدة المسلمين ومنع الصف من الانشقاق حيث كان يدعم معاوية جيش جرار من الشام ومصر بقيادة عمر أبن العاص .. وبالفعل بدأت الأمور تسير في منحى آخر حينما بدأ معاوية يستعمل أساليب الخداع والخبث حينما بدأ يبث الفتن والاشاعات والاخبار في صفوف جيش الامام الحسن من أجل أن يضعفه هذا من جانب .. أما الجانب الآخر حينما بدأ معاوية بشراء الذمم واستطاع بالفعل أن يشتري قائد طلاع الامام الحسن ببعض المال حتى بدأ الضعف يدب في جيش الامام .. أما المصيبة الأخرى التي حلت على جيش الامام هو تراجع الخوارج وعودتهم للمدينة ونكثهم للبيعة وهذا ماجعل الجيش في حالة يرثى لها .. خاصة بعد أن أستطاع معاوية أن يضرب ضربته القاضية حينما اشترى ذمة قائد جيش الامام وابن عمه عبيد الله بن العباس بـ ألف ألف دينار .

في ظل المعطيات السياسية وموازين القوى اضطر الامام بأن يصالح معاوية لكن بشروط يفرضها الامام الحسن عليه السلام وهذه الشروط تبين مدى قوة التدبير السياسي للامام ومن أبرز الشروط :
1- أن تعود الخلافة بعد موت معاوية للامام الحسن أو الحسين
2- أن تكف اليد عن قتل وضرب وسفك شيعة أمير المؤمنين وأن يتم وقف سب الامام علي من وفق المنابر
3- أن لاتكون لمعاوية سلطة في بيت مال المسلمين الذي في الكوفة.

هذة هي أبرز الشروط، لو جئنا لدراسة هذه الشروط بموضوعية سوف نتوصل إلى التالي :

لو نظرنا إلى الظروف الموضوعية سوف نشاهد أن الامام الحسن كان يريد الحرب لكن المتغيرات السياسية التي واكبت الحدث جعلت من الموقف السياسي يتغير حيث شخص الامام الحسن المصلحة ورأ أن الصلح هو الأفضل من أجل حماية المسلمين .. فمثلا لو فرضنا أن الامام الحسن قد حارب فكل المعطيات تقول أن الامام سوف يهزم وسوف يقتل ، وسوف ينتصر الحاكم الغير شرعي على الحاكم الشرعي وإذا انتصر سوف يدخل الكوفة كـ فاتح ومنتصر وهذا لم يرده الامام الحسن .. فـ الظروف جعلت الامام يقبل بـ حكم معاوية لكن وفق شروط اولها أن تعود الولايه والحكم للامام بعد هلاك معاوية .. مادام معاوية يطبق الأحكام _ حتى لو كانت ظاهرية _ فالعودة هي من أهم شروط الامام الحسن .. أما الشرط الأهم الذي يدعم الشرط الول هو أن تقف الهجمة الشنعاء ضد الشيعة، ويرفع سب أمير المؤمنين من فوق المنابر. ولو نظرنا إلى هذا الشرط سوف نشاهد أن ايجاد مساحة من الحرية للامام وأصحاب الامام سوف تجعل من الامام يعيد تعبئة الأصحاب والمسلمين ويربيهم تربية سليمة من أجل باقي المسيرة الاسلامية .. ولو استطاع الامام أن يربيهم تربية صحيحة سوف يستطيع أن يقوم بـ الأمة من جديد خاصة بعد أن تعود له الخلافة أو للامام الحسين وهنا سوف تكون الامة متكاملة .. أما الشرط الآخر وهو أن يكون بيت مال المسلمين الذي في الكوفة تحت تحكم الامام فهذا تصرف حيكم لأن الدولة الاسلامية كانت في الكوفة وسوف يكون المال المركزي في الكوفة وسوف يستطيع أن يوزع الامام المال بحق وعدل على الفقراء والمساكين وكافةالمسلمين .

لكن كما توقع الامام فقد نكث معاوية بكل شروطه و دس السم لقتل الامام .. وأن أفعال معاوية وانقلاباته والكثير من التراكمات كانت أول الشرارات من أجل ثورة الامام الحسين عليه السلام وهي التي أسست مبادئ الثورة التي من خلالها استطاع الامام أن يطلق أولى صرخات الثورة الحسينية المباركة.

الاثنين، 18 يناير 2010

ياليتنا كنا معكم



" ياليتنا كنا معكم " تلك هي العبارة التي يرددها الشيعه الموالون حينما ينادي المنادي ياحسين وحينما تذكر مظلوميه أبا عبد الله الحسين ووقوفه وحيدا بلا ناصر ولامعين في ظهر العاشر من محرم .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه : ماقيمة هذا الشعار من واقعنا اليومي ومن سلوكنا وتصرفاتنا في الحياة ؟

هل نحن فعلا أنصار للامام الحسين أم أننا مجرد أصحاب شعارات ودموع تدرف في الماتم في كل عام وكل حين ؟ هل سلوكنا في التعاطي مع الاحداث الدينيه والسياسيه والاجتماعيه هو بمستوى أن نكون من أنصار الحسين ؟ أم أننا أصحاب شعارات وهمية ونكون كالذين بايعو الحسين من أهل الكوفة لكنهم خذلو الحسين حينما أقتربت ساعه الصفر وأحتدمت المعركة ورفعت الاسنه.

أن نصرة الحسين في ذالك الزمان ,, ونصرة الامام المهدي روحي لتراب مقدمه الفداء في هذا الوقت يتطلب الصدق في الامر والطهر والصمود حينما تتطلب الظروف أن تكون هناك مواجة مع قوى الاستكبار العالمي والصهيوني وعدم التراجع والفرار خاصه حينما تكون المعركة تحت عباءة وقيادة الفقيه الجامع للشرائط .. حتى ولو مارست قوى الاستكبار الضغط النفسي والسياسي والعسكري من أجل أخضاعنا وأجبارنا على الركوع فيجب أن يكون شعارنا هو شعار الحسين ( هيهات من الذله ) .. هل سوف نستمر في شعارنا وموقفنا حينما تتحتم المواجه؟ هل سوف نكون من أنصار الحسين لو احتدمت المعركة وعرفنا أن مصيرنا الموت؟ هل سوف نسلم للقيادة الشرعيه حينما يتطلب الامر؟ أما أننا سوف نفر كما فر أهل الكوفه؟

حينما نريد في وقتنا الحالي أن نكون من انصار الامام ونهتف بصدق " ياليتنا كنا معكم " نحن مطالبون بالوقوف وقفه حاسمة في وجة الانحرافات الكثيرة التي تواجهنا ونحن بحاجة إلى موقف صادق صامد لنكون من انصار الحجة "عج" ونكون في معترك أثبات أنفسنا هل سوف نكون من أنصار الحسين لو كنا في ذالك الزمان أم أننا سوف نفر من المعركة ونتخلى عن القيادة الشرعيه ونجعلها وحيدة كمابقى الحسين وحيدا في ظهر العاشر؟

السبت، 9 يناير 2010

الزواج المبكر حل أم مشكله؟



منذ مراحل الصغر وإلى مرحلة المراهقة يعيش الإنسان مراحل في حياته وقد تكون هذه المراحل سيئة أو ممتازة في بعض الأحيان. وهذا يعود بطبيعته إلى البيئة التي عاش فيها الشخص طوال هاتين الفترتين.. فنرى في ماضي البعض أنهم قد اتصفوا في جزء من فترات حياتهم ببعض التصرفات الغير حكيمة والغير أخلاقية وقد تستمر معهم أفعالهم مع مرور الزمن إذا لم يحصل على من ينصحه ويدله إلى الطريق المستقيم.. ونرى البعض يواصل أخطاء الطفولة في الكبر ويبقى في طريق الظلال وطريق المعصية ونرى الشخص يواصل مسيرة الفساد مع مرور مراحل العمر حتى يصل إلى سن ما قبل العشرين.
في الكثير من الحالات تبحث الأسر عن بعض الحلول التي من خلالها تستطيع أن تنقل الشاب من حالة الضياع و الظلال إلى طريق النور و الهداية ، ويختلف التشخيص في إيجاد الحلول من شخص لآخر، وقد يلجئ البعض إلى أسلوب الحوار الإسلامي والانفتاح في أقناع الشخص من حلال الحوار التي يتم فيه تبادل الآراء بهدوء ورويه وحكمة وإيضاح الموقف الشرعي الحقيقي وسرد بعض القصص التاريخية والأفلام التي تتحدث عن التوبة لكي تؤثر في فطرة الإنسان وتجعله يتوب إلى الله عز وجل .. والبعض الآخر يلجأ إلى إبعاد الشباب عن أماكن الفساد .. سوى عن طريق إيجاد البديل وهذا الشيء يقع على عاتق المجتمع والجمعيات والعلماء والأساتذة و المفكرين فهم القادرون على إيجاد برامج بديلة للشباب في سبيل الابتعاد عن وكر الفساد.. أما الشيء الذي يستعين به البعض وقد نصح الكثير من الفقهاء والعلماء به هو اللجوء إلى الزواج المبكر للشاب والفتاة. وهناك عدة أسباب تشجع على هذا المشروع لكن للأسف المجتمع لا يتقبل هذا الأمر لأن المجتمع ينظر إلى عاداته وتقاليده ويتخلى عن الهدف الذي سوف يحصل عليه من بعد إقامة الزواج المبكر للشباب.
أنا اعتقد في ظل الوضع الحالي من ضغوط على الشباب والفتيات والإغراءات التي يحصل عليها الشباب والفتيات من المجتمع ومن بعض أوكار الفساد تجعل الشاب في خطر كبير من الانجرار وراء الحرام ، لكن إذا أقدم المجتمع على تزويج الشباب في سن مبكر سوف يبتعد الشباب عن كل المحرمات التي كانت تغريهم ، وباعتقادي أن رفض المجتمع إلى فكرة الزواج المبكر قد يعود إلى عدة أسباب عدة منها عدم قدرة الشاب على إدارة المنزل ،وتحمل متاعب الحياة في زمن مبكر من حياته وهذا الشيء خاطئ ؛ إذ أن الشاب قادر على التحمل إذا وقع في الشيء وعاش تلك الحياة .. نعم من الممكن أن يتلقى صعوبات كثيرة في بداية المشوار وهذا شي طبيعي لكن مع مرور الزمن سوف يتعامل مع الأمور بجدية.. وإذا واصل المجتمع القول بأن الشاب صغير والفتاة صغيرة سوف يتواصل مبدأ عدم قدرة الشباب على المسؤولية وهذا يعود بسبب مباشر إلى هذا القول الغير واقعي .. أو أن بعض الأسباب تعود إلى دراسة الشاب والفتاة والعمل والمصروف وغيرها . و في وضع مثل هذا يجب أن نتجاوز هذه الأمور ونرضى بـالقليل من المهر لأن قيمة الفتاة ليست في المهر، إن القيمة في الرجل الذي سوف يحافظ على الفتاة وهناك يجب أن أشير وجوب اختيار الفتاة الرجل المناسب ،ولكن لا أن تضع شروط تعجيزية بل يجب أن تبحث عن كل ما يتناسب مع شخصيتها لتكوين أسرة سعيدة في المستقبل . صحيح نواجه بعض المشاكل على عدة أصعدة قد يكون أحد الأسباب رفض مبدأ الزواج المبكر من جانب الشاب أو الفتاة والأسباب متعددة في وجه نظرهم .. قد تكون هناك أسباب ظاهرة يستطيعون أن يبوحون بها وهناك أسباب أخرى باطنية لا يستطيعون أن يتكلمون بها.
نرى في بعض المجتمعات أن الفتاة تضع بعض العراقيل في وجه مشروع الزواج المبكر وهذا الأمر ليس محصور فقط عند الفتاة بل حتى الشباب في بعض الأحيان نرى أنه يتذرع ببعض الأمور ويجعلها عوائق تقف أمام مستقبل الزواج كالمهر والسكن ومصاريف الزواج والتوافق مع الفتاة التي نراها تغالي في الغالب في الطلبات وخاصة في المهر والمشكلة العظمى أن الأم هي من تساعد الفتاة في أحياناً وتحثها على طلب أغلى الماركات وأعلى الأسعار .. التاريخ يقول أن مهر سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء هو قرآن . لماذا لا نقتدي بـفاطمة .. ونرى بعض الأمهات يرددن كلمة : (( بنتي مو رخيصة)) هل أصبحت معزة البنت في القيمة التي سوف تدفع أم في الرجل الذي سوف ترتبط به ؟!
إن وجود الرجل الجدير بالحياة معه هو الطريق إلى السعادة خاصة إن الرجل سوف يساهم في بناء عائله قوية ومترابطة
ويقول الحديث الشريف : ((إن جاءكم من ترضون له دينه فزوجوه)).
أنني أعلم أن مصاعب الحياة جدا كبيرة.. لكن يجب أن يكون لدينا ثقة في الشاب والفتاة.. ويجب أن نرى دعم الأسرة بدل من التحبيط وعدم دعم مشروع الزواج المبكر .. أني لازلت أجهل إلى متى سوف نسير على بعض أفكار الماضي .. أو العادات والتقاليد.. نعم يجب احترامها لكن يبقى الزمن يتغير ويقول الحديث الشريف: ((لا تكرهوا أولادكم على أفعالكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم.))
إن بناء البيت والأسرة السعيدة يحتاج إلى جهد وتعاون بين الطرفين .. يحتاج إلى الصبر والتعاون وتبادل المهام والتضحية وأني أركز على كلمة التضحية ويجب أن يتنازل طرف إلى طرف أخر في بعض الأمور. ويجب أن يتبادل الطرفين المهام في إدارة شؤون المنزل والحياة ويجب وضع خطة. مستقبلية تكون واقعيه متفق عليها من قبل الطرفين ومن الأفضل أن يحاسب كل طرف الآخر. كما أن من المهم أن يحمل كل منهما الآخر على محمل الخير والبركة والصبر والوفاء والتضحية. الآن حان الوقت لنغير بعض الثقافات ونقضي على بعض الأفكار والخيالات التي تسود محيطنا؛ لنكون جيل جيد قادر على بناء وطن ومجتمع... يجب أن نغير الثقافات التي تحدث في الزواج العرفي.. والثقافات التي تتراكم في الخطوبة و ما قبل الخطوبة.. إن تخطي المجتمع هذه الثقافات سوف يعود بنتائج جيدة في المستقبل القريب
في الفترات الأخيرة ظهرت فكرة أن يتم العقد بين الطرفين فقط من أجل عدم انجرار الفتاة والشاب إلى المنكر حيث سيكون كل منهما حلال على الشخص الآخر ثم بعد فترة وبعد الانتهاء من الدراسة وتهيئ الظروف يتم العقد ودفع المهر وباقي الشكليات التي تحدث في الزواج.
قد يقول البعض هذه بدعه لم تحصل من قبل؟ أو سوف تفشل .. والسؤال الذي يطرح: أي الأمور أفضل هو أن يتم العقد والزواج المبكر من أجل أن يصون دينه؟ أم يتأخر ويذهب في طريق الانحراف من أجل الحفاظ على الأمور الظاهرية والقيم الظاهرية.

الأحد، 3 يناير 2010

ثقافه الحق

تقافة الحق
الاختلاف أمر طبيعي في هذا الكون .. فمن سنن الله علينا انه لاتطابق مطلق بين أثنين .. ليس هناك أي مشكله في أصل الاختلاف انما تكمن المشكله الحقيقيه في سوء الادارة لهذا الاختلاف فنرى الاختلاف يتحول من أختلاف الافكار الى تعصب فكري حتى يمتد الى الشخوص .. فتصبح ذات الشخص مصانه من أي انتقاد – حتى لو كان علمي موضوعي_ويصبح الشخص هو المعاير في ذاته وليس في فكرته و يبدء الترويج والحرب للاشخاص على حساب الافكار وهذة من أخطر الثقافات في الوقت الحالي .




اعتقد اننا في الوقت الراهن نمر بثقافه خطيرة جدا ليس لها تصيل في الاسلام وهي ثقافه الاتباع الاعمى للاشخاص على حساب أتباع الحق .. فلقد أبتلى امير المؤمنين عليه السلام بهذة الثقافه وهي ثقافه الاعراض عن الحق وتقديس الاشخاص حينما غولي البعض في شخصيه امير المؤمنين منفصله عن تقديس الحق .
يقول أمير المؤمنين : "أعرف الحق تعرف اهله ". فـ الاتباع يكون للحق وللطرح وللرؤيه لا للشخص في ذاته .. فيحنما يقدم الشخص نفسه للعمل الاسلامي ويقدم اخر نفسه للعمل الاسلامي يجب علي أن أرى المشروع المتكامل الذي ينضوي وفق رؤيه أسلاميه واضحة مؤصله وفق مبادئ القران الكريم يجب علي أن أقيم المشروع وفق الاسس الاسلاميه وأقيم مستوى الكفائه التي يمتلكها الشخص ( الدينيه وسياسيه والاجتماعيه) ومستوى تقوى وتدين هذا الشخص .. ثم أقبل بـ الشخص طباقا لنطباق مواصفاته على أسس الحق وهذا ماعبر عنه الامام الحسين حينما أعلن العصيان ضد النظام الاموي حينما قال " من قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق " فلقد قدم الامام الحسين قبول الحق رغم انه الامام المعصوم على نفسه .. فالقبول بالحق مقدم على قبوله كـ شخص فـ لانه يمثل الحق قبل به الناس .
ان التاريخ الاسلامي يوضح لنا الكثير من التجارب ويقدم لنا البرهان للتتضح لدينا الصورة بشان هذة الثقافه الخاطئه .. ففي عهد أمير المؤمنين في حرب الجمل تسأل الكثير من المسلمين بستغراب " كيف يكون طلحة والزبير وام المؤمنين على الباطل كيف نقاتلهم." فرد أمير المؤمنين بمقولته الشهيرة " اعرف الرجال بالحق ولاتعرف الحق بالرجال لاتجعل الرجال (الشخصيات) معيار للحق ،، اجعل الحق هو المعير" .. أن لكل أنسان عقل وهبه الله تعالى لكي يحرك هذا العقل ولايجمدة فيحركة في طريق الحق والبحث عن الحقيقه .. يبحث عن طريق الحق ويرى أي الطرق أقرب إلى مرضات الله .. يبحث من اجل أن يطمنئن قلبه ويسير في الخط الذي معه يرى براءة ذمته .. فلا يقول الانسان أني مع الناس .. أني أتبع فلان لان الناس أتبعه وأني مع فلان لان أبي أتبعه .. الامام الكاظم يقول : "لاتكن أمعه" .. فيجب أن يكون لك رأي ويكون لك فكر مؤصل على أسس صحيحة .. القران الكريم يؤصل إلى هذه الظاهرة حينما يقول "صم بكم عمي فهم لايعقلون).(فهم لايسمعون). فـ القران يريد للشخص أن يكون صاحب راي صاحب قرار من اجل أن يجد طريق الحق .. نعم قد تختلف الافكار لكن أسمع إلى هذا وأسمع إلى ذاك ثم أطرح رأيك وفق تأصيلك الفكري الخاص .. يجب عليك أن تقول نعم حتى لو قال كل العالم لا حينما تكون نعم " فكرتك" وان تقول لا حتى ولو قال كل العالم "نعم" حينما تكون نعم هو رأيك .. فلا يعنيك الاخرين حينما تقتضي المصلحة الاسلاميه أن يقول فلان كذا ويقول الاخر كذا .. فيجب على الانسان ان يتبع ثقافه الحق وان يؤصل فكريا إلى هذة الثقافه داخل نفسه وان لاتاخدة في الله لومة لائم .
الاشخاص يكونون مقدسين حينما يكونون في طريق الحق وهذا ماجاء في القران الكريم "يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" فـ الصادقين هم أؤلائك الذين اتبعو الحق .. ويقول القران الكريم أيضا ( والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ( إلآ الذين آمنوا) " يعني آمنوا بالحق "(وعملوا الصالحات) "الصالحات هي الأعمال الحقه" (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)"والثبات على الحق