الاثنين، 25 يناير 2010

العقل اللاواعي



إن الله سبحانه وتعالى وهب للإنسان قدرة لا محدودة من اجل أن يعمر الأرض وان يستفيد منها في تنفيذ وعمل طموحاته لكن للأسف الشديد الإنسان لا يعرف كيفيه التصرف بطريقه صحيحة من أجل أن يستفيد من هذه الثورة العظيمة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان فهو يمتلك الكثير من الأفكار والرؤى والمشاريع.


ونرى أن الكثير من الأشخاص لديه طموحات ومشاريع ذاتيه في داخل نفسه لكن للأسف هذه المشاريع لا ترى النور وتبقى مجرد أفكار أو حروف على ورق.. أذن ما الحل؟ أعتقد أن من أجل الخروج من دائرة التفكير إلى دائرة التطبيق العملي يحتاج إلى بعض الجهود وبعض التفكير وأني أرى إن عدم تنفيذ بعض المشاريع يعود إلى انغلاق الشخص على نفسه وعدم التفكير بصورة صحيحة من أجل أن يخرج المشروع بصورة صحيحة على أرض الواقع

في الكثير من الأحيان يقول الشخص " أني لا أقدر ولا ستطيع " ويجعل من هذه الفكرة داخل عقله إلى أن تترسخ هذه الفكرة داخل عقله الباطني – العقل اللاواعي_ وتصبح واقع يعيشه الإنسان على المستوى النظري والعملي.. حينما يقول الشخص أني لا استطيع فلن يستطيع في يوم من الأيام .. لأنه جعل عقله الباطني يتقبل فكرة عدم الاستطاعة .. فـ ترسخت فكرة عدم الاستطاعة في ذاته فـ أصبح العقل الباطني يؤمن بأنه لا يستطيع أن يعمل أو يحقق الأمر الفلاني بسبب تفكيره السلبي .. لكن حينما تؤمن أنك تستطيع أن تحقق الهدف الفلاني فإن العقل الباطني للشخص سوف يرسم في داخله فكرة إنني أستطيع أن أحقق الأمر الفلاني فـ إذا كنت تؤمن بـالشي فسوف تستطيع أن تحققه في يوم من الأيام

البعض يرى إن هناك استحالة في تحقيق بعض الأمور .. لكن قانون الحياة يقول عكس ذالك .. يقول أن لا مستحيل مع قوة العقل الباطني للشخص .. حينما يؤمن الشخص بفكرة معينه وتنرسخ هذه الفكرة في العقل الباطني للشخص سوف نرى أن هذه الفكرة تتحرك من اجل أن ترى النور لكن هذا التحرك يحتاج إلى عمل على مستوى مرحلتين :
الأولى : هو تعزيز الإيمان بالشي عن طريق الدعاء لترسيخ الأمر في العقل الباطني .. مثلا الشخص يريد أن ينهي دراسة الدكتوراه يجب عليه أن يقول : "أني أثق في قدرات الله عز وجل فإنه وهبني قوة العقل الباطني من أجل أن أسعد نفسي وأحقق أمنياتي سوف أحصل بإذن من الله على شهادة الدكتوراه وأني أستطيع أن أحصل عليها "
يجب على الإنسان أن يقرأ هذا الدعاء كل يوم ( 10 مرات تقريبا) ليرتسخ هذا الأمر في العقل الباطني .
ثانيا : هو السعي والعمل الجاد من أجل تحقيق هذه الفكرة وان أعمل ليلا ونهارا من اجلها بكل السبل والطرق المتاحة .

في الكثير من التجارب ثبت قوة العقل الباطن في تحقيق رغبات الإنسان إذا استطاع الإنسان أن يستثمر قوة العقل الباطن بالطريقة الصحيحة عن طريق ( الإيمان والدعاء ).. فـ الإيمان بالشي وغرس هذا الأمر في داخل قلب وعقل الشخص والمواصلة عليه بـ الدعاء والعمل سوف تجعل من الأمر يتحقق بإذن من الله . لدينا ظاهرة في المجتمع هي ظاهرة التفكير السلبي من خلال إقامة أفكار سلبيه داخل العقل _ الواعي _ لتنرسخ هذه الأفكار في العقل اللاواعي _ الباطني _ فمقوله " لا استطيع " من أبشع هذه الأفكار السيئة في الثقافة .. إذا قبل العقل الباطني بفكرة سوف يتحرك من اجل أن تتحرك .. حينما يواجه الشخص مشكله ما عليه إلا أن يهدئ من نفسه قبل التفكير .. وعليه أن يطرح المشكلة على عقله الباطني فـ انه لديه كل الحلول فـ علماء العقل يقولون : انه لا مشكله أمام قوة العقل الباطني لكن حينما يستطيع الفرد أن يستعمل العقل الباطني بالشكل السليم فـ العقل الباطني هو المسوؤل عن كل أعضاء جسمك فهو الذي يعطي القرار والإشارات والعمل إلى أعضاء جسمك بـ الفعل الذي تريد أن تعمله فـ إذا أراد الشخص أن يرشد عمله في الحياة يجب أن يعطي العقل الباطن الفكرة الصحيحة .. فـ إذا فكر العقل بالخير سوف يحصل عليه وإذا فكر بالشر سوف يحصل عليه.. فـ الإنسان يحصل على ما يفكر به .. فـ العقل الباطن كـ الكهرباء فهي تستطيع أن تنير بيتا وتستطيع أن تقتل إنسان .. فـ تصرف وتفكير الإنسان هو الذي يجعل من العمل كيف تظهر فائدته .. فـ الماء يستطيع الفرد أن يزرع به زرعا ليأكل به البشر ويستطيع بـ الماء أيضا أن يغرق به طفل.. فـ العقل الباطني كذالك تستطيع أن تقيم من خلاله فكرة صحيحة وتستطيع من خلاله أن تحرق نفسك بسبب تفكير خاطئ.

عندما تتوجه إلى النوم أبلغ عقل الباطن انك تريد أن تستيقظ في الساعة الفلانية هنا سوف يتحرك الإيحاء الذاتي داخل العقل الباطني لـ ايقاضك خلال الساعة الفلانيه التي تريدها وهذا يسمى بـ الإيحاء الذاتي في قانون الحياة والعقل .. فـ إن إبلاغك للعقل بأنك تريد الاستيقاظ في الساعة الفلانيه انه يعتبر الفعل واستيقاظك من النوم يعتبر ردة الفعل وهذا هو القانون الإيحائي الذي من خلاله تستطيع أن تبني أفكارك بشكل صحيحي فعليك بمراقبه أفكارك واختيارها بشكل صحيح.

يجب عليك دائما أن تجعل من عقل الباطن يخيل لك النهاية السعيدة .. وان تشغل عقل الباطن في تخيل المواقف المستقبلية السعيدة بشكل الصحيح وان تساهم في بناء هذه المواقف في حياتك العملية بعد أن تترسخ هذه الفكرة في داخل عقلك الباطن .. إن الأفكار التي تظهر داخل عقلك الباطن لا ظهور لها في حياتك إنما تظهر داخل نفسك فـ أما أن تجعلك إنسان سعيدا أو تجعلك من أتعس الناس .. فـ قوة التفكير في العقل الباطني هي كفيله بتحديد مستقبلك فساهم بكل الوسائل من أجل أن تقيم الأفكار الصحيحة داخل عقلك الواعي واللاواعي

هناك تعليق واحد:

  1. كما عودتنا اخي ، فإن مقالاتك دائمًا ما تكون موجههة بشكل صحيح.
    أما بالحديث عن العقل الباطن او اللاواعي فدائمًا ما نسمع من يقول لا تجعل تفكيرك سلبيًا او لا تتشاءم فهذا من شأنه تدمير حياتك كلها، وهذا ما يحصل فعلا حيث ان العقل الباطني هو مركز الجسم المهم المسؤؤل عن حياتنا التي نختارها نحن، فلا قدرة للعقل الباطني باسعادنا أو اتعاسنا إلا بأمرنا. وحيث يقال دائمًا أن العقل الباطني يعمر أو يدمر الانسان ، فاستغلوه لتعمير ذواتكم والرقي بها، بالابتعاد عن كل تفكير ضار واقناع العقل بوجود النور مهما اشتدت ظلمة الأفق.
    سلمت يداك سيد""

    ردحذف