الجمعة، 29 يناير 2010

الامل




إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الانسان ليشقى .. ولم يخلقه عبثا .. إنما خلقه من أجل رسالة يجب على الانسان أن يؤديها على أفضل وجه ..فإن الله لايبتلي الانسان إلا لأنه يحبه .. ولم يأخد منه إلا ليعطيه، وما أبكاه إلا ليضحكه ،وما حرمه إلا ليتفضل عليه .. أما سمعت قول الله تعالى " انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب " فليس كل شخص يصمد أمام الابتلاء فـالبعض يسقط أمام الابتلاء، وهذا ماعبر عنه الامام الحسين بقوله : وإذا مصحو بالبلاء قل الديانون.

وأمام هذه الابتلاءات وهذه المحن والمصاعب في الحياة يجب أن يعيش الشخص بالأمل والثقة ، ويجب أن يؤمن بقدرة الخالق الرحمن في تدبير الأمور، وأن لايدخل اليأس قلبه لأن الأمل بالحصول على المبتغى يكون بقدرة الله و تدبير منه، و إن الإيمان والأمل فضل من الله، واليأس والاكتئاب من مكر الشيطان .. أما الأمل فهناك عدة أنواع : البعض يعلق الآمال على نجاح دراسي، والآخر على عودة شخص حبيب غالي على قلبه، والبعض يأمل في تحرير أسير أو شفاء مريض .. فـ الطموح في الامل يختلف بـ اختلاف نمط التفكير من شخص لآخر، لكن الأهم هو صحة عنوان الأمل والسعي من أجل تحقيقه بكل الوسائل المتاحة .

فلامستحيل في هذه الحياة مع وجود الأمل لكن بشرط أن يكون الحلم والأمل في حدود العقل والأمر المتاح .. حينما ينتظر شخص انسان غائب عنه لسنوات طويلة فيجب عليه أن يتذكر صبر نبي الله يعقوب على فقد ابنه نبي الله يوسف وقد عاد له بعد 40 عامًا من الصبر والانتظار لأنه تمسك بـالأمل وبقدرة الله الواحد الأحد. وحينما ينتظر شخص عودة حبيب أحبه وعشقه قلبه يجب أن ينظر إلى قصة زليخة وهي تنتظر يوسف في السككك و الشوارع والأسواق وانتظرته 30 عاما فلم تفقد الأمل، خاصة بعد فقدها مالها وجمالها .. وإذا كان الأمل في انتظار مولود طال انتظاره فيجب علينا أن نتذكر قصة نبي الله زكريا الذي رزقه الله بـيحيى بعد أن كانت أم يحيى عاقرًا وكبيرة في السن ،لكنها ولدت بـيحيى وهي في مرحلة متقدمة من العمر، وهذا ينطبق أيضا على سارة زوجة نبي الله إبراهيم التي ولدت بيعقوب في سن متأخرة . كل هذه النماذج من حياة أنبياء الله هي حجة علينا، وهي التي تجلعنا نعيش الأمل في هذه الحياة، والأمل الحقيقي يعيشه كل مؤمن موالي على هذه الأرض وهو ينتظر صاحب العصر والزمان روحي لتراب مقدمه الفداء في انتظار خروجه من أجل أن يقيم دولة العدل السماوية وهذا هو الأمل الحقيقي في هذا الوجود.

فـإذا آمنا بوجود الأمل كما في قصص التاريخ فلماذا نفقد الأمل في حياتنا؟ لماذا حينما نمحص بالمصائب والبلاء نفقد الأمل .. أوليس نبي الله ابراهيم قدم ابنه نبي الله اسماعيل للمنحر قربانا ولم ييأس من رحمة الله .. نحن نعيش الأمل لأننا نعرف رحمة الله بعباده .. ونعرف من خلال التاريخ أن ليس هناك أمرا مستحيلا .. فيحنما نرى كل الأبواب موصدة ومغلقة أمامنا ونرى هناك ضوء يخرج من إحدى الأبواب يجب علينا أن نتمسك به لأنه الأمل الذي يجب أن نعيشه ونتمسك به، فحينما نكون في وسط البحر، وتضرب الرياح، وتموج السفينة ، ونرى أنفسنا نقترب من الغرق والموت ..لماذا الشخص المؤمن يناجي ربه ؟ أو ليس هذا الامل بقدرة الله.

فـالأمل لايأتي إلا مع الصدق، وحينما يكون الانسان صادقًا مع نفسه سوف يشعر إنه فعلا يعيش الأمل، أما إذا كان الشخص لايعيش الصدق فلن يشعر بـالأمل ولن يتحقق له شيئا .. والأهم في تحقق الأمل هو العمل وليس الاكتفاء بـالأمنيات القلبية، فيجب علينا أن نعمل من أجل تحقيق الأماني، والقرآن يقول: " قل اعملو فسيرى الله عملكم " فـالأساس هو العمل لتحقيق الأمل والغاية والطلب، والله لا يخيب من دعا إليه بقلب صادق .. فبجانب الصدق والعمل يكون الدعاء الخالص الصادق فـالله عز وجل يقول في محكم كتابه الحكيم " قل ادعوني استجب لكم"

الاثنين، 25 يناير 2010

العقل اللاواعي



إن الله سبحانه وتعالى وهب للإنسان قدرة لا محدودة من اجل أن يعمر الأرض وان يستفيد منها في تنفيذ وعمل طموحاته لكن للأسف الشديد الإنسان لا يعرف كيفيه التصرف بطريقه صحيحة من أجل أن يستفيد من هذه الثورة العظيمة التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان فهو يمتلك الكثير من الأفكار والرؤى والمشاريع.


ونرى أن الكثير من الأشخاص لديه طموحات ومشاريع ذاتيه في داخل نفسه لكن للأسف هذه المشاريع لا ترى النور وتبقى مجرد أفكار أو حروف على ورق.. أذن ما الحل؟ أعتقد أن من أجل الخروج من دائرة التفكير إلى دائرة التطبيق العملي يحتاج إلى بعض الجهود وبعض التفكير وأني أرى إن عدم تنفيذ بعض المشاريع يعود إلى انغلاق الشخص على نفسه وعدم التفكير بصورة صحيحة من أجل أن يخرج المشروع بصورة صحيحة على أرض الواقع

في الكثير من الأحيان يقول الشخص " أني لا أقدر ولا ستطيع " ويجعل من هذه الفكرة داخل عقله إلى أن تترسخ هذه الفكرة داخل عقله الباطني – العقل اللاواعي_ وتصبح واقع يعيشه الإنسان على المستوى النظري والعملي.. حينما يقول الشخص أني لا استطيع فلن يستطيع في يوم من الأيام .. لأنه جعل عقله الباطني يتقبل فكرة عدم الاستطاعة .. فـ ترسخت فكرة عدم الاستطاعة في ذاته فـ أصبح العقل الباطني يؤمن بأنه لا يستطيع أن يعمل أو يحقق الأمر الفلاني بسبب تفكيره السلبي .. لكن حينما تؤمن أنك تستطيع أن تحقق الهدف الفلاني فإن العقل الباطني للشخص سوف يرسم في داخله فكرة إنني أستطيع أن أحقق الأمر الفلاني فـ إذا كنت تؤمن بـالشي فسوف تستطيع أن تحققه في يوم من الأيام

البعض يرى إن هناك استحالة في تحقيق بعض الأمور .. لكن قانون الحياة يقول عكس ذالك .. يقول أن لا مستحيل مع قوة العقل الباطني للشخص .. حينما يؤمن الشخص بفكرة معينه وتنرسخ هذه الفكرة في العقل الباطني للشخص سوف نرى أن هذه الفكرة تتحرك من اجل أن ترى النور لكن هذا التحرك يحتاج إلى عمل على مستوى مرحلتين :
الأولى : هو تعزيز الإيمان بالشي عن طريق الدعاء لترسيخ الأمر في العقل الباطني .. مثلا الشخص يريد أن ينهي دراسة الدكتوراه يجب عليه أن يقول : "أني أثق في قدرات الله عز وجل فإنه وهبني قوة العقل الباطني من أجل أن أسعد نفسي وأحقق أمنياتي سوف أحصل بإذن من الله على شهادة الدكتوراه وأني أستطيع أن أحصل عليها "
يجب على الإنسان أن يقرأ هذا الدعاء كل يوم ( 10 مرات تقريبا) ليرتسخ هذا الأمر في العقل الباطني .
ثانيا : هو السعي والعمل الجاد من أجل تحقيق هذه الفكرة وان أعمل ليلا ونهارا من اجلها بكل السبل والطرق المتاحة .

في الكثير من التجارب ثبت قوة العقل الباطن في تحقيق رغبات الإنسان إذا استطاع الإنسان أن يستثمر قوة العقل الباطن بالطريقة الصحيحة عن طريق ( الإيمان والدعاء ).. فـ الإيمان بالشي وغرس هذا الأمر في داخل قلب وعقل الشخص والمواصلة عليه بـ الدعاء والعمل سوف تجعل من الأمر يتحقق بإذن من الله . لدينا ظاهرة في المجتمع هي ظاهرة التفكير السلبي من خلال إقامة أفكار سلبيه داخل العقل _ الواعي _ لتنرسخ هذه الأفكار في العقل اللاواعي _ الباطني _ فمقوله " لا استطيع " من أبشع هذه الأفكار السيئة في الثقافة .. إذا قبل العقل الباطني بفكرة سوف يتحرك من اجل أن تتحرك .. حينما يواجه الشخص مشكله ما عليه إلا أن يهدئ من نفسه قبل التفكير .. وعليه أن يطرح المشكلة على عقله الباطني فـ انه لديه كل الحلول فـ علماء العقل يقولون : انه لا مشكله أمام قوة العقل الباطني لكن حينما يستطيع الفرد أن يستعمل العقل الباطني بالشكل السليم فـ العقل الباطني هو المسوؤل عن كل أعضاء جسمك فهو الذي يعطي القرار والإشارات والعمل إلى أعضاء جسمك بـ الفعل الذي تريد أن تعمله فـ إذا أراد الشخص أن يرشد عمله في الحياة يجب أن يعطي العقل الباطن الفكرة الصحيحة .. فـ إذا فكر العقل بالخير سوف يحصل عليه وإذا فكر بالشر سوف يحصل عليه.. فـ الإنسان يحصل على ما يفكر به .. فـ العقل الباطن كـ الكهرباء فهي تستطيع أن تنير بيتا وتستطيع أن تقتل إنسان .. فـ تصرف وتفكير الإنسان هو الذي يجعل من العمل كيف تظهر فائدته .. فـ الماء يستطيع الفرد أن يزرع به زرعا ليأكل به البشر ويستطيع بـ الماء أيضا أن يغرق به طفل.. فـ العقل الباطني كذالك تستطيع أن تقيم من خلاله فكرة صحيحة وتستطيع من خلاله أن تحرق نفسك بسبب تفكير خاطئ.

عندما تتوجه إلى النوم أبلغ عقل الباطن انك تريد أن تستيقظ في الساعة الفلانية هنا سوف يتحرك الإيحاء الذاتي داخل العقل الباطني لـ ايقاضك خلال الساعة الفلانيه التي تريدها وهذا يسمى بـ الإيحاء الذاتي في قانون الحياة والعقل .. فـ إن إبلاغك للعقل بأنك تريد الاستيقاظ في الساعة الفلانيه انه يعتبر الفعل واستيقاظك من النوم يعتبر ردة الفعل وهذا هو القانون الإيحائي الذي من خلاله تستطيع أن تبني أفكارك بشكل صحيحي فعليك بمراقبه أفكارك واختيارها بشكل صحيح.

يجب عليك دائما أن تجعل من عقل الباطن يخيل لك النهاية السعيدة .. وان تشغل عقل الباطن في تخيل المواقف المستقبلية السعيدة بشكل الصحيح وان تساهم في بناء هذه المواقف في حياتك العملية بعد أن تترسخ هذه الفكرة في داخل عقلك الباطن .. إن الأفكار التي تظهر داخل عقلك الباطن لا ظهور لها في حياتك إنما تظهر داخل نفسك فـ أما أن تجعلك إنسان سعيدا أو تجعلك من أتعس الناس .. فـ قوة التفكير في العقل الباطني هي كفيله بتحديد مستقبلك فساهم بكل الوسائل من أجل أن تقيم الأفكار الصحيحة داخل عقلك الواعي واللاواعي

الجمعة، 22 يناير 2010

الامام الحسن بين الصلح والحرب



حينما قرب رحيل سيد المبلغين امامنا وسيدنا علي ابن أبي طالب عن هذه الدنيا أخد يوصي بوصاياه ويعطي أهل بيته مواريث الائمة حيث أوكل إلى ابنه الامام الحسن بالخلافة من بعده وهو الخليفة الحق الموصى به من السماء .. لكن ماذا حدث بعد رحيل أمير المؤمنين؟ هل سلم المسلمين بالخلافة إلى الحسن ؟ أم أن المسلمين تمردوا على هذه الخلافة وبدأ البعض يأخذ له مواقع مختلفة حسب أهواؤه الذاتية وليس حسب الحكم الشرعي للاسلام .

حينما اجتمع المسلمون في مسجد الكوفة وأعلن عبيد الله أبن العباس _ ابن عم الامام الحسن _ رحيل علي ابن أبي طالب ضج المسجد بالبكاء والنحيب لرحيل أمير المؤمنين ثم بدأ يقرأ عليهم وصيةأمير المؤمنين بتنصيب الامام الحسن كـ خليفة شرعي للمسلمين على أن يبايعه المسلمون بالتسليم المطلق لقرارات الامام لا بشروط يضعها المسلمين على الامام من أجل قبول خلافته أو رفضها .. حيث تحدثنا الروايات أنه كان من بين الحضور في المسجد بعض الخوارج الذين حاربهم الامام علي في النهروان .. ولقد سارت الأمور على أن يبايع المسلمون بالطاعةالمطلقة للامام الحسن في كل المراحل سواء في السلم أو الحرب .. إلا إن بعض الخوارج بايعوا الامام الحسن _ وهي بعية ظاهرية _ أما البيعة الباطنية والتي انكشفت في مراحل متقدمة من مسيرة الامام الحسن وهي أن تتم البيعة من أجل الحرب لا لأمر آخر ولايعتبر هذا الأمر في الجانب العلمي بيعة لأن المبايعة هي التسليم المطلق للشخص بالقيادة والانقياد لقراراته في كل الظروف التي يحددها الامام المعصوم والخليفة الشرعي.

بعد أن أجمع المسلمون على الامام الحسن كـ خليفة شرعي للمسلمين .. أرسل الامام رسالة إلى معاوية يطالبه بالطاعة والانصياع إلى قرارات الامام _ وهي القيادة المتصيدة للأمة _ إلا إن معاوية وحلفائه( عمر أبن العاص) لم يستجيبوا لطلب الامام لهم وأعلنوا العصيان والتمرد على القيادة الشرعية التي بايعها المسلمون مما جعل الامام يجهز الجيش من أجل أن يقضي على هذا التمرد والفتنة وأن تبقى صفوف المسلمين موحدة ويمنع الشقاق فيها.. وبالفعل بدأت طلائع الجيش تسير إلى منطقه تسمى بالنخلة .. أما الامام فقد بقى يجهز الجيش في المدينة ويرسل المكاتيب إلى قادة العشائر من أجل الانضمام إلى الجيش إلا أن المزاج العام لشعب الكوفة بالخصوص والمسلمين بشكل عام لم يكن يميل للحرب فقد تقاعس الكثيرون في نصرة الامام .. البعض بحجة التجارة والآخر بحجج واهية، لكن الامام أصر على أن يسير النصف الثاني من الجيش إلى النخلة بقيادة عبيد الله ابن العباس .. أما من جانب معاوية فقد سار جيش الشام أيضا للحرب لأن معاوية كان طمعه الظفر بالخلافة، عكس الامام الذي كان يريد وحدة المسلمين ومنع الصف من الانشقاق حيث كان يدعم معاوية جيش جرار من الشام ومصر بقيادة عمر أبن العاص .. وبالفعل بدأت الأمور تسير في منحى آخر حينما بدأ معاوية يستعمل أساليب الخداع والخبث حينما بدأ يبث الفتن والاشاعات والاخبار في صفوف جيش الامام الحسن من أجل أن يضعفه هذا من جانب .. أما الجانب الآخر حينما بدأ معاوية بشراء الذمم واستطاع بالفعل أن يشتري قائد طلاع الامام الحسن ببعض المال حتى بدأ الضعف يدب في جيش الامام .. أما المصيبة الأخرى التي حلت على جيش الامام هو تراجع الخوارج وعودتهم للمدينة ونكثهم للبيعة وهذا ماجعل الجيش في حالة يرثى لها .. خاصة بعد أن أستطاع معاوية أن يضرب ضربته القاضية حينما اشترى ذمة قائد جيش الامام وابن عمه عبيد الله بن العباس بـ ألف ألف دينار .

في ظل المعطيات السياسية وموازين القوى اضطر الامام بأن يصالح معاوية لكن بشروط يفرضها الامام الحسن عليه السلام وهذه الشروط تبين مدى قوة التدبير السياسي للامام ومن أبرز الشروط :
1- أن تعود الخلافة بعد موت معاوية للامام الحسن أو الحسين
2- أن تكف اليد عن قتل وضرب وسفك شيعة أمير المؤمنين وأن يتم وقف سب الامام علي من وفق المنابر
3- أن لاتكون لمعاوية سلطة في بيت مال المسلمين الذي في الكوفة.

هذة هي أبرز الشروط، لو جئنا لدراسة هذه الشروط بموضوعية سوف نتوصل إلى التالي :

لو نظرنا إلى الظروف الموضوعية سوف نشاهد أن الامام الحسن كان يريد الحرب لكن المتغيرات السياسية التي واكبت الحدث جعلت من الموقف السياسي يتغير حيث شخص الامام الحسن المصلحة ورأ أن الصلح هو الأفضل من أجل حماية المسلمين .. فمثلا لو فرضنا أن الامام الحسن قد حارب فكل المعطيات تقول أن الامام سوف يهزم وسوف يقتل ، وسوف ينتصر الحاكم الغير شرعي على الحاكم الشرعي وإذا انتصر سوف يدخل الكوفة كـ فاتح ومنتصر وهذا لم يرده الامام الحسن .. فـ الظروف جعلت الامام يقبل بـ حكم معاوية لكن وفق شروط اولها أن تعود الولايه والحكم للامام بعد هلاك معاوية .. مادام معاوية يطبق الأحكام _ حتى لو كانت ظاهرية _ فالعودة هي من أهم شروط الامام الحسن .. أما الشرط الأهم الذي يدعم الشرط الول هو أن تقف الهجمة الشنعاء ضد الشيعة، ويرفع سب أمير المؤمنين من فوق المنابر. ولو نظرنا إلى هذا الشرط سوف نشاهد أن ايجاد مساحة من الحرية للامام وأصحاب الامام سوف تجعل من الامام يعيد تعبئة الأصحاب والمسلمين ويربيهم تربية سليمة من أجل باقي المسيرة الاسلامية .. ولو استطاع الامام أن يربيهم تربية صحيحة سوف يستطيع أن يقوم بـ الأمة من جديد خاصة بعد أن تعود له الخلافة أو للامام الحسين وهنا سوف تكون الامة متكاملة .. أما الشرط الآخر وهو أن يكون بيت مال المسلمين الذي في الكوفة تحت تحكم الامام فهذا تصرف حيكم لأن الدولة الاسلامية كانت في الكوفة وسوف يكون المال المركزي في الكوفة وسوف يستطيع أن يوزع الامام المال بحق وعدل على الفقراء والمساكين وكافةالمسلمين .

لكن كما توقع الامام فقد نكث معاوية بكل شروطه و دس السم لقتل الامام .. وأن أفعال معاوية وانقلاباته والكثير من التراكمات كانت أول الشرارات من أجل ثورة الامام الحسين عليه السلام وهي التي أسست مبادئ الثورة التي من خلالها استطاع الامام أن يطلق أولى صرخات الثورة الحسينية المباركة.

الاثنين، 18 يناير 2010

ياليتنا كنا معكم



" ياليتنا كنا معكم " تلك هي العبارة التي يرددها الشيعه الموالون حينما ينادي المنادي ياحسين وحينما تذكر مظلوميه أبا عبد الله الحسين ووقوفه وحيدا بلا ناصر ولامعين في ظهر العاشر من محرم .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه : ماقيمة هذا الشعار من واقعنا اليومي ومن سلوكنا وتصرفاتنا في الحياة ؟

هل نحن فعلا أنصار للامام الحسين أم أننا مجرد أصحاب شعارات ودموع تدرف في الماتم في كل عام وكل حين ؟ هل سلوكنا في التعاطي مع الاحداث الدينيه والسياسيه والاجتماعيه هو بمستوى أن نكون من أنصار الحسين ؟ أم أننا أصحاب شعارات وهمية ونكون كالذين بايعو الحسين من أهل الكوفة لكنهم خذلو الحسين حينما أقتربت ساعه الصفر وأحتدمت المعركة ورفعت الاسنه.

أن نصرة الحسين في ذالك الزمان ,, ونصرة الامام المهدي روحي لتراب مقدمه الفداء في هذا الوقت يتطلب الصدق في الامر والطهر والصمود حينما تتطلب الظروف أن تكون هناك مواجة مع قوى الاستكبار العالمي والصهيوني وعدم التراجع والفرار خاصه حينما تكون المعركة تحت عباءة وقيادة الفقيه الجامع للشرائط .. حتى ولو مارست قوى الاستكبار الضغط النفسي والسياسي والعسكري من أجل أخضاعنا وأجبارنا على الركوع فيجب أن يكون شعارنا هو شعار الحسين ( هيهات من الذله ) .. هل سوف نستمر في شعارنا وموقفنا حينما تتحتم المواجه؟ هل سوف نكون من أنصار الحسين لو احتدمت المعركة وعرفنا أن مصيرنا الموت؟ هل سوف نسلم للقيادة الشرعيه حينما يتطلب الامر؟ أما أننا سوف نفر كما فر أهل الكوفه؟

حينما نريد في وقتنا الحالي أن نكون من انصار الامام ونهتف بصدق " ياليتنا كنا معكم " نحن مطالبون بالوقوف وقفه حاسمة في وجة الانحرافات الكثيرة التي تواجهنا ونحن بحاجة إلى موقف صادق صامد لنكون من انصار الحجة "عج" ونكون في معترك أثبات أنفسنا هل سوف نكون من أنصار الحسين لو كنا في ذالك الزمان أم أننا سوف نفر من المعركة ونتخلى عن القيادة الشرعيه ونجعلها وحيدة كمابقى الحسين وحيدا في ظهر العاشر؟

السبت، 9 يناير 2010

الزواج المبكر حل أم مشكله؟



منذ مراحل الصغر وإلى مرحلة المراهقة يعيش الإنسان مراحل في حياته وقد تكون هذه المراحل سيئة أو ممتازة في بعض الأحيان. وهذا يعود بطبيعته إلى البيئة التي عاش فيها الشخص طوال هاتين الفترتين.. فنرى في ماضي البعض أنهم قد اتصفوا في جزء من فترات حياتهم ببعض التصرفات الغير حكيمة والغير أخلاقية وقد تستمر معهم أفعالهم مع مرور الزمن إذا لم يحصل على من ينصحه ويدله إلى الطريق المستقيم.. ونرى البعض يواصل أخطاء الطفولة في الكبر ويبقى في طريق الظلال وطريق المعصية ونرى الشخص يواصل مسيرة الفساد مع مرور مراحل العمر حتى يصل إلى سن ما قبل العشرين.
في الكثير من الحالات تبحث الأسر عن بعض الحلول التي من خلالها تستطيع أن تنقل الشاب من حالة الضياع و الظلال إلى طريق النور و الهداية ، ويختلف التشخيص في إيجاد الحلول من شخص لآخر، وقد يلجئ البعض إلى أسلوب الحوار الإسلامي والانفتاح في أقناع الشخص من حلال الحوار التي يتم فيه تبادل الآراء بهدوء ورويه وحكمة وإيضاح الموقف الشرعي الحقيقي وسرد بعض القصص التاريخية والأفلام التي تتحدث عن التوبة لكي تؤثر في فطرة الإنسان وتجعله يتوب إلى الله عز وجل .. والبعض الآخر يلجأ إلى إبعاد الشباب عن أماكن الفساد .. سوى عن طريق إيجاد البديل وهذا الشيء يقع على عاتق المجتمع والجمعيات والعلماء والأساتذة و المفكرين فهم القادرون على إيجاد برامج بديلة للشباب في سبيل الابتعاد عن وكر الفساد.. أما الشيء الذي يستعين به البعض وقد نصح الكثير من الفقهاء والعلماء به هو اللجوء إلى الزواج المبكر للشاب والفتاة. وهناك عدة أسباب تشجع على هذا المشروع لكن للأسف المجتمع لا يتقبل هذا الأمر لأن المجتمع ينظر إلى عاداته وتقاليده ويتخلى عن الهدف الذي سوف يحصل عليه من بعد إقامة الزواج المبكر للشباب.
أنا اعتقد في ظل الوضع الحالي من ضغوط على الشباب والفتيات والإغراءات التي يحصل عليها الشباب والفتيات من المجتمع ومن بعض أوكار الفساد تجعل الشاب في خطر كبير من الانجرار وراء الحرام ، لكن إذا أقدم المجتمع على تزويج الشباب في سن مبكر سوف يبتعد الشباب عن كل المحرمات التي كانت تغريهم ، وباعتقادي أن رفض المجتمع إلى فكرة الزواج المبكر قد يعود إلى عدة أسباب عدة منها عدم قدرة الشاب على إدارة المنزل ،وتحمل متاعب الحياة في زمن مبكر من حياته وهذا الشيء خاطئ ؛ إذ أن الشاب قادر على التحمل إذا وقع في الشيء وعاش تلك الحياة .. نعم من الممكن أن يتلقى صعوبات كثيرة في بداية المشوار وهذا شي طبيعي لكن مع مرور الزمن سوف يتعامل مع الأمور بجدية.. وإذا واصل المجتمع القول بأن الشاب صغير والفتاة صغيرة سوف يتواصل مبدأ عدم قدرة الشباب على المسؤولية وهذا يعود بسبب مباشر إلى هذا القول الغير واقعي .. أو أن بعض الأسباب تعود إلى دراسة الشاب والفتاة والعمل والمصروف وغيرها . و في وضع مثل هذا يجب أن نتجاوز هذه الأمور ونرضى بـالقليل من المهر لأن قيمة الفتاة ليست في المهر، إن القيمة في الرجل الذي سوف يحافظ على الفتاة وهناك يجب أن أشير وجوب اختيار الفتاة الرجل المناسب ،ولكن لا أن تضع شروط تعجيزية بل يجب أن تبحث عن كل ما يتناسب مع شخصيتها لتكوين أسرة سعيدة في المستقبل . صحيح نواجه بعض المشاكل على عدة أصعدة قد يكون أحد الأسباب رفض مبدأ الزواج المبكر من جانب الشاب أو الفتاة والأسباب متعددة في وجه نظرهم .. قد تكون هناك أسباب ظاهرة يستطيعون أن يبوحون بها وهناك أسباب أخرى باطنية لا يستطيعون أن يتكلمون بها.
نرى في بعض المجتمعات أن الفتاة تضع بعض العراقيل في وجه مشروع الزواج المبكر وهذا الأمر ليس محصور فقط عند الفتاة بل حتى الشباب في بعض الأحيان نرى أنه يتذرع ببعض الأمور ويجعلها عوائق تقف أمام مستقبل الزواج كالمهر والسكن ومصاريف الزواج والتوافق مع الفتاة التي نراها تغالي في الغالب في الطلبات وخاصة في المهر والمشكلة العظمى أن الأم هي من تساعد الفتاة في أحياناً وتحثها على طلب أغلى الماركات وأعلى الأسعار .. التاريخ يقول أن مهر سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء هو قرآن . لماذا لا نقتدي بـفاطمة .. ونرى بعض الأمهات يرددن كلمة : (( بنتي مو رخيصة)) هل أصبحت معزة البنت في القيمة التي سوف تدفع أم في الرجل الذي سوف ترتبط به ؟!
إن وجود الرجل الجدير بالحياة معه هو الطريق إلى السعادة خاصة إن الرجل سوف يساهم في بناء عائله قوية ومترابطة
ويقول الحديث الشريف : ((إن جاءكم من ترضون له دينه فزوجوه)).
أنني أعلم أن مصاعب الحياة جدا كبيرة.. لكن يجب أن يكون لدينا ثقة في الشاب والفتاة.. ويجب أن نرى دعم الأسرة بدل من التحبيط وعدم دعم مشروع الزواج المبكر .. أني لازلت أجهل إلى متى سوف نسير على بعض أفكار الماضي .. أو العادات والتقاليد.. نعم يجب احترامها لكن يبقى الزمن يتغير ويقول الحديث الشريف: ((لا تكرهوا أولادكم على أفعالكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم.))
إن بناء البيت والأسرة السعيدة يحتاج إلى جهد وتعاون بين الطرفين .. يحتاج إلى الصبر والتعاون وتبادل المهام والتضحية وأني أركز على كلمة التضحية ويجب أن يتنازل طرف إلى طرف أخر في بعض الأمور. ويجب أن يتبادل الطرفين المهام في إدارة شؤون المنزل والحياة ويجب وضع خطة. مستقبلية تكون واقعيه متفق عليها من قبل الطرفين ومن الأفضل أن يحاسب كل طرف الآخر. كما أن من المهم أن يحمل كل منهما الآخر على محمل الخير والبركة والصبر والوفاء والتضحية. الآن حان الوقت لنغير بعض الثقافات ونقضي على بعض الأفكار والخيالات التي تسود محيطنا؛ لنكون جيل جيد قادر على بناء وطن ومجتمع... يجب أن نغير الثقافات التي تحدث في الزواج العرفي.. والثقافات التي تتراكم في الخطوبة و ما قبل الخطوبة.. إن تخطي المجتمع هذه الثقافات سوف يعود بنتائج جيدة في المستقبل القريب
في الفترات الأخيرة ظهرت فكرة أن يتم العقد بين الطرفين فقط من أجل عدم انجرار الفتاة والشاب إلى المنكر حيث سيكون كل منهما حلال على الشخص الآخر ثم بعد فترة وبعد الانتهاء من الدراسة وتهيئ الظروف يتم العقد ودفع المهر وباقي الشكليات التي تحدث في الزواج.
قد يقول البعض هذه بدعه لم تحصل من قبل؟ أو سوف تفشل .. والسؤال الذي يطرح: أي الأمور أفضل هو أن يتم العقد والزواج المبكر من أجل أن يصون دينه؟ أم يتأخر ويذهب في طريق الانحراف من أجل الحفاظ على الأمور الظاهرية والقيم الظاهرية.

الأحد، 3 يناير 2010

ثقافه الحق

تقافة الحق
الاختلاف أمر طبيعي في هذا الكون .. فمن سنن الله علينا انه لاتطابق مطلق بين أثنين .. ليس هناك أي مشكله في أصل الاختلاف انما تكمن المشكله الحقيقيه في سوء الادارة لهذا الاختلاف فنرى الاختلاف يتحول من أختلاف الافكار الى تعصب فكري حتى يمتد الى الشخوص .. فتصبح ذات الشخص مصانه من أي انتقاد – حتى لو كان علمي موضوعي_ويصبح الشخص هو المعاير في ذاته وليس في فكرته و يبدء الترويج والحرب للاشخاص على حساب الافكار وهذة من أخطر الثقافات في الوقت الحالي .




اعتقد اننا في الوقت الراهن نمر بثقافه خطيرة جدا ليس لها تصيل في الاسلام وهي ثقافه الاتباع الاعمى للاشخاص على حساب أتباع الحق .. فلقد أبتلى امير المؤمنين عليه السلام بهذة الثقافه وهي ثقافه الاعراض عن الحق وتقديس الاشخاص حينما غولي البعض في شخصيه امير المؤمنين منفصله عن تقديس الحق .
يقول أمير المؤمنين : "أعرف الحق تعرف اهله ". فـ الاتباع يكون للحق وللطرح وللرؤيه لا للشخص في ذاته .. فيحنما يقدم الشخص نفسه للعمل الاسلامي ويقدم اخر نفسه للعمل الاسلامي يجب علي أن أرى المشروع المتكامل الذي ينضوي وفق رؤيه أسلاميه واضحة مؤصله وفق مبادئ القران الكريم يجب علي أن أقيم المشروع وفق الاسس الاسلاميه وأقيم مستوى الكفائه التي يمتلكها الشخص ( الدينيه وسياسيه والاجتماعيه) ومستوى تقوى وتدين هذا الشخص .. ثم أقبل بـ الشخص طباقا لنطباق مواصفاته على أسس الحق وهذا ماعبر عنه الامام الحسين حينما أعلن العصيان ضد النظام الاموي حينما قال " من قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق " فلقد قدم الامام الحسين قبول الحق رغم انه الامام المعصوم على نفسه .. فالقبول بالحق مقدم على قبوله كـ شخص فـ لانه يمثل الحق قبل به الناس .
ان التاريخ الاسلامي يوضح لنا الكثير من التجارب ويقدم لنا البرهان للتتضح لدينا الصورة بشان هذة الثقافه الخاطئه .. ففي عهد أمير المؤمنين في حرب الجمل تسأل الكثير من المسلمين بستغراب " كيف يكون طلحة والزبير وام المؤمنين على الباطل كيف نقاتلهم." فرد أمير المؤمنين بمقولته الشهيرة " اعرف الرجال بالحق ولاتعرف الحق بالرجال لاتجعل الرجال (الشخصيات) معيار للحق ،، اجعل الحق هو المعير" .. أن لكل أنسان عقل وهبه الله تعالى لكي يحرك هذا العقل ولايجمدة فيحركة في طريق الحق والبحث عن الحقيقه .. يبحث عن طريق الحق ويرى أي الطرق أقرب إلى مرضات الله .. يبحث من اجل أن يطمنئن قلبه ويسير في الخط الذي معه يرى براءة ذمته .. فلا يقول الانسان أني مع الناس .. أني أتبع فلان لان الناس أتبعه وأني مع فلان لان أبي أتبعه .. الامام الكاظم يقول : "لاتكن أمعه" .. فيجب أن يكون لك رأي ويكون لك فكر مؤصل على أسس صحيحة .. القران الكريم يؤصل إلى هذه الظاهرة حينما يقول "صم بكم عمي فهم لايعقلون).(فهم لايسمعون). فـ القران يريد للشخص أن يكون صاحب راي صاحب قرار من اجل أن يجد طريق الحق .. نعم قد تختلف الافكار لكن أسمع إلى هذا وأسمع إلى ذاك ثم أطرح رأيك وفق تأصيلك الفكري الخاص .. يجب عليك أن تقول نعم حتى لو قال كل العالم لا حينما تكون نعم " فكرتك" وان تقول لا حتى ولو قال كل العالم "نعم" حينما تكون نعم هو رأيك .. فلا يعنيك الاخرين حينما تقتضي المصلحة الاسلاميه أن يقول فلان كذا ويقول الاخر كذا .. فيجب على الانسان ان يتبع ثقافه الحق وان يؤصل فكريا إلى هذة الثقافه داخل نفسه وان لاتاخدة في الله لومة لائم .
الاشخاص يكونون مقدسين حينما يكونون في طريق الحق وهذا ماجاء في القران الكريم "يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" فـ الصادقين هم أؤلائك الذين اتبعو الحق .. ويقول القران الكريم أيضا ( والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) ( إلآ الذين آمنوا) " يعني آمنوا بالحق "(وعملوا الصالحات) "الصالحات هي الأعمال الحقه" (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)"والثبات على الحق