الجمعة، 29 يناير 2010

الامل




إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الانسان ليشقى .. ولم يخلقه عبثا .. إنما خلقه من أجل رسالة يجب على الانسان أن يؤديها على أفضل وجه ..فإن الله لايبتلي الانسان إلا لأنه يحبه .. ولم يأخد منه إلا ليعطيه، وما أبكاه إلا ليضحكه ،وما حرمه إلا ليتفضل عليه .. أما سمعت قول الله تعالى " انما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب " فليس كل شخص يصمد أمام الابتلاء فـالبعض يسقط أمام الابتلاء، وهذا ماعبر عنه الامام الحسين بقوله : وإذا مصحو بالبلاء قل الديانون.

وأمام هذه الابتلاءات وهذه المحن والمصاعب في الحياة يجب أن يعيش الشخص بالأمل والثقة ، ويجب أن يؤمن بقدرة الخالق الرحمن في تدبير الأمور، وأن لايدخل اليأس قلبه لأن الأمل بالحصول على المبتغى يكون بقدرة الله و تدبير منه، و إن الإيمان والأمل فضل من الله، واليأس والاكتئاب من مكر الشيطان .. أما الأمل فهناك عدة أنواع : البعض يعلق الآمال على نجاح دراسي، والآخر على عودة شخص حبيب غالي على قلبه، والبعض يأمل في تحرير أسير أو شفاء مريض .. فـ الطموح في الامل يختلف بـ اختلاف نمط التفكير من شخص لآخر، لكن الأهم هو صحة عنوان الأمل والسعي من أجل تحقيقه بكل الوسائل المتاحة .

فلامستحيل في هذه الحياة مع وجود الأمل لكن بشرط أن يكون الحلم والأمل في حدود العقل والأمر المتاح .. حينما ينتظر شخص انسان غائب عنه لسنوات طويلة فيجب عليه أن يتذكر صبر نبي الله يعقوب على فقد ابنه نبي الله يوسف وقد عاد له بعد 40 عامًا من الصبر والانتظار لأنه تمسك بـالأمل وبقدرة الله الواحد الأحد. وحينما ينتظر شخص عودة حبيب أحبه وعشقه قلبه يجب أن ينظر إلى قصة زليخة وهي تنتظر يوسف في السككك و الشوارع والأسواق وانتظرته 30 عاما فلم تفقد الأمل، خاصة بعد فقدها مالها وجمالها .. وإذا كان الأمل في انتظار مولود طال انتظاره فيجب علينا أن نتذكر قصة نبي الله زكريا الذي رزقه الله بـيحيى بعد أن كانت أم يحيى عاقرًا وكبيرة في السن ،لكنها ولدت بـيحيى وهي في مرحلة متقدمة من العمر، وهذا ينطبق أيضا على سارة زوجة نبي الله إبراهيم التي ولدت بيعقوب في سن متأخرة . كل هذه النماذج من حياة أنبياء الله هي حجة علينا، وهي التي تجلعنا نعيش الأمل في هذه الحياة، والأمل الحقيقي يعيشه كل مؤمن موالي على هذه الأرض وهو ينتظر صاحب العصر والزمان روحي لتراب مقدمه الفداء في انتظار خروجه من أجل أن يقيم دولة العدل السماوية وهذا هو الأمل الحقيقي في هذا الوجود.

فـإذا آمنا بوجود الأمل كما في قصص التاريخ فلماذا نفقد الأمل في حياتنا؟ لماذا حينما نمحص بالمصائب والبلاء نفقد الأمل .. أوليس نبي الله ابراهيم قدم ابنه نبي الله اسماعيل للمنحر قربانا ولم ييأس من رحمة الله .. نحن نعيش الأمل لأننا نعرف رحمة الله بعباده .. ونعرف من خلال التاريخ أن ليس هناك أمرا مستحيلا .. فيحنما نرى كل الأبواب موصدة ومغلقة أمامنا ونرى هناك ضوء يخرج من إحدى الأبواب يجب علينا أن نتمسك به لأنه الأمل الذي يجب أن نعيشه ونتمسك به، فحينما نكون في وسط البحر، وتضرب الرياح، وتموج السفينة ، ونرى أنفسنا نقترب من الغرق والموت ..لماذا الشخص المؤمن يناجي ربه ؟ أو ليس هذا الامل بقدرة الله.

فـالأمل لايأتي إلا مع الصدق، وحينما يكون الانسان صادقًا مع نفسه سوف يشعر إنه فعلا يعيش الأمل، أما إذا كان الشخص لايعيش الصدق فلن يشعر بـالأمل ولن يتحقق له شيئا .. والأهم في تحقق الأمل هو العمل وليس الاكتفاء بـالأمنيات القلبية، فيجب علينا أن نعمل من أجل تحقيق الأماني، والقرآن يقول: " قل اعملو فسيرى الله عملكم " فـالأساس هو العمل لتحقيق الأمل والغاية والطلب، والله لا يخيب من دعا إليه بقلب صادق .. فبجانب الصدق والعمل يكون الدعاء الخالص الصادق فـالله عز وجل يقول في محكم كتابه الحكيم " قل ادعوني استجب لكم"

هناك تعليق واحد:

  1. الأمل هو ذاك النور الذي يتسلل لأعماقنا دونما استئذان،ويبث الحياة فينا من جديد، وكأننا لم نعاني من خيبات الأمل المتكررة، ولكن بشرط أن تكون نوافذ أعماقنا مفتوحة بارادتنا، فلا يمكن لهذا النور أن يتخللنا ويعايشنا ونحن نغلق هذه النوافذ.
    ولا أتصور ان هناك شخص في هذه المعمورة يمكنه أن يرى جمال الحياة وبهجتها، ويرى مستقبله مشرقًا إذا فقد الأمل، فأنا اتخيل هذا الشخص كأنه قابعًا في زنزانة الحياة السوداء، ولا يطيق مغادرتها بالرغم من تمكنه من ذلك.
    فمها اسودت الأيام، وألقت بظلمها على الانسان، فلا يمكن له أن يفقد الأمل بتغير الأمور للأحسن والأفضل، فهناك حكمة تقول:لا بد لشـعلة الأمـل أن تضيء ظلمـات اليـأس ولا بد لشـجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل.
    وكما أن هناك حكمة أخرى تقول : لو كان باسـتطاعة الإنسـان أن يعـطي الأمل فلا يبخـل به على الناس ولو كان أمـلاً كاذباً. وهذه احكمة القصير تحمل بين طياتها الكثير من الأسرار والحقائق التي تدل على أهمية الأمل في حياتنا، وما له من تأثير باهر في انارة دروب الحياة.
    سلمت أناملك اخي على هذا الطرح الموفق الذي يشع بالأمل.

    ردحذف