السبت، 27 مارس 2010

الحوار والانفتاح على الاخر

يقول الله تعالى : ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتي هي أحسن



ان من أبرز الظواهر في هذا الكون ظاهرة ( الاختلاف ) والذي عبرة عنه أحد كبار العلماء بـ ( الحركة الجوهريه ) فلا أشكال من الناحيه العقلانيه في الاختلاف في أصله .. أنما تكمن المشكله في سوء أدارة الاختلاف والتوصل إلى الحل والتوافق الناتج عن الاختلاف .. ولو نظرنا إلى الاختلاف بعين واعيه فسوف نشاهدة أمرا طبيعيا يحدث في كل مكان وفي كل زمان حتى داخل البيت الواحد هناك أختلاف في الرأي والتيارات بين الاب وأبنه او الزوج وزوجتة .. فلا يواجد توافق كلي في أغلب الامور ولايوجد أختلاف أيضا في كل مفاصل هذة الحياة .. فلا يحق للانسان مهما علا شأنه أن يحاول أن ينكر ظاهرة الاختلاف لكن على الانسان في نفس الوقت أن يسير الاختلاف في الطريق الصحيح والسليم من اجل الخروج من هذا الاختلاف إلى توافق وأتحاد بشرط أن يكون الحوار القائم على أسس صحيحة هو سيد الموقف .. فالحوار هو أساس التوافق والابتعاد عن الخلاف .. اذا كان رسول الله "ص" يدعو المشركين للحوار في أصل العقيدة من اجل والوصول إلى الحقيقه .. قول الله تعالى (وإنا أو إياكم لعلى هدى او في ضلال مبين ) فرسول الله يفتح الحوار مع المشركين من أجل الوصول للحقيقه من خلال الانفتاح على الاخر فلم يقل أني رسول الله والحق معي وانتم في ظلال انما جاء بمنطق الحوار والاقناع من اجل الوصول للحقيقه من خلال الانفتاح في الحوار وطرح الرؤى والافكار وتبادل الراي الذي ينتجد للوصول إلى الحقيقه .



أن تغيب الحوار والانغلاق على النفس والرأي والظن ان رأي هو الصحيحة ولا مجال للحوار يؤدي للفساد والهلاك بـ الامة .. فـ الامم الواعيه هي التي تقود الحوار المنفتح من اجل الوصول للحقيقه .. فـ الاختلاف ناتج لختلاف في الفهم والرؤى والافكار لكن هل أن الاختلاف يغيب الرأي الاخر والحوار مع الطرف الاخر .. أم أن الاختلاف هو الطريق السليم للحوار .



لكن في نفس الوقت اذا كان الحوار هو الاساس الصحيح من اجل الوصول إلى التوافق .. ماهي أسس وأليات الحوار العلمي الصحيح ؟ هل أن حوار الطرشان يسمى بحوارا؟ أم ان مجرد الالتقاء والجلوس على طاوله واحدة تسمى حوار؟ ام ان للحوار أليات ومفاهيم واسس يقوم عليها الحوار العلمي من اجل الوصول للتوافق والوحدة .

أن من أبرز أدبيات الحوار الناجح هي :

أولا : أن من أبرز عوامل نجاح الحوار هو الاعتراف بالطرف الاخر والاستماع إلى رأيه بعيدا عن العصبيه والحزبيه .

ثانيا : أن تكون هناك أسس وأليات ومواضيع واضحة يتم الحوار فيها بدل التشتت والانتقال بين المواضيع المختلفه .

ثالثا : أن يتم تحديد نقاط التلاقي والاتفاق أولا من أجل خلق أرضيه صالحة للحوار من خلال إيجاد نقاط التلاقي.

رابعا : بعد إيجاد نقاط التلاقي يتم طرح مواضيع الاختلاف والنقاش فيها من اجل الوصول إلى التوافق .

خامسا : أن يكون هدف الحوار هو الوصول إلى الحقيقه بغض النظر عن الامور المترتنبه والمستقبليه .

سادسا : أن يتم التسليم بنتائج الحوار وفق ميثاق شرف يتم التوافق عليه من اجل تجدير الحقيقه لدى الامة .

سابعا : أن يكون الحوار للعبور من الجانب النظري إلى مراحل تبلور العمل وتخطي الخلاف لبناء المشروع .

ثامنا : أن تكون هناك مرجعيه واضحة يتم الرجوع لهذا في الحوار من أجل أن يسير الحوار بالشكل العلمي الصحيح



أن هذة النقاط هي الاسس الصحيحة لنجاح الحوار والانفتاح على الاخر من اجل تجنب الاختلاف المستقبلي واذا ماحدث الاختلاف في المستقبل القريب أو البعيد يجب أن تكون هناك مرجعيه واضحة وفق أسس ومبادئ يتم الرجوع إليها من خلال لجنة تؤسس للابتعاد عن الاختلاف ووظائف هذة لجنة صوغ مسودة مبادئ تحكم الاختلاف من أجل تواصل التوافق .

هناك تعليق واحد:

  1. الاختلاف أمر فطري في الحياة،ولولا الاختلاف لما سارت هذه الحياة ، إذ إن الاختلاف يولد روح الحوار البناء الذي يرتقي بالمجتمعات دونما أي ضرر.
    إن احترام الاطراف المتحاورة لرأي كل منها، وعدم فرض أي وجهة نظر على الاطراف الأخرى، هي من أهم العوامل الداعمة لحوار متزن وعادل ، مهما بلغت درجة الاختلاف بين المتحاورين.
    وأوضح مثال لناكما ذكرت أخي هو رسول الله صلى الله عليه وآله في تعامله مع المشركين وايضاح وجهة نظره دونما تعصب.
    سلمت أخي

    ردحذف