الأحد، 7 مارس 2010

القيادة (1)

تعتبر حاجة الامة إلى القيادة حاجة محله ومهمة وأساسيه في نفس الوقت لتحديد وتنظيم المجتمع الذي يتبنى المشاريع الفكريه والدينيه والسياسه والاجتماعيه .. ولان وجود القائد مهم في رسم الهيكل التنظيمي للامة والذي يعتبر العمود الفقري في تحديد المستقبل المشرق .. ولان هلاك مشروع القائد في البناء والتخطيط هو هلاك للامة بـ أجمعها والتي سوف تترتب عليها معوقات كبيرة جدا في المستقبل وستأثر على الاجيال القادمة فلا بد للامة أن تختار قيادتها الصحيحة والتي من خلالها تستطيع أن تبحر إلى شاطئ الامان بـ أطمئنان وراحة .

أن أختيار القيادة الصالحة يجب أن يكون وفق رؤيه صحيحة متكامله شامله دقيقه في تحديد أهليتها للتصدي للامه .. ولابد أن تتوافر بعض الشروط الموضوعيه في الشخص الجدير بتسلم مشروع القيادة .
اعتقد أن أهم وأبرز الاولويات التي يجب أن تضعها القاعدة الجماهيريه نصب أعينها أنها يجب أن تلتف حول المشروع الذي يمتلكة الشخص .. لاحول الشخص بذاته .. قد يكون الشخص مؤمن متقي ورع صاحب أفضال وتاريخ نضالي صاحب مبادئ وقيم وعلم لكن هذا الشخص لايمتلك برنامج أو مشروع يقود به الامة .. وفي نفس الوقت قد يكون هناك شخص لايمتلك من العلم ذاك الحجم الكبيرة لكنه يمتلك مشروع متكامل يستطيع ان يقود الامة إلى بر الامان .. وهنا يجب أن نركز أنني لا أحصر توفر مؤهلات القيادة في المشروع فقط لان في نفس الوقت يجب ان تتوفر في الشخص الممتلك للمشروع عدة مواصفات منها الحكمة والصبر والتدين والايمان بالقضيه .

يمثلنا لنا الامام الحسين عليه السلام نمودجا رائعا في تحديد الاختيار الاصح للامة .. حينما أعلن العصيان السياسي ضد الحكم الاموي وخرج من مدينه رسول الله رافضا البعيه قال : (من قبلني بقبول الحق فـ الله أولى بالحق) ..رغم أنه أبن بنت رسول الله وانه الامام المعصوم الموصى به من السماء لكنه لم يقل أني أنا الحسين أبن فاطة وجدي رسول الله .. قد أتبع الامام قبول الحق بقبوله فـ الحق هو المقدم في الوصول إلى الهدف لا الاشخاص .. يقول أمير المؤمنين في معركة الجمل حينما أصطدم الصراع وجاء أحد المارة وقال له أين الحق ؟ أنت علي أبن عم الرسول وهذة عائشه زوجة الرسول فقال الامام علي : ( أعرف الحق تعرف أهله ) .. فيجب علينا أن نتعرف على صوابيه المنهج والمشروع في أتخاد القيادة الصالحة .. لان في بعض الاحيان تكثر المناهج والمشاريع داخل الامة ويصبح الشخص في صراع داخل نفسه .. من يأخد ؟ ومن الاصلح ؟ اعتقد هنا يجب على الشخص أن يدقق في أختيار الاطروحة التي سوف يتخدها له منهجا يسير عليها .

أنني أحذر البعض من القول أني شخص من الناس وأتخد بعض المواقف والمشاريع والاطروحات التي يتاخدها الناس وهذا في أعتقادي تأسيس خاطئ وغير صحيح .. الامام الكاظم عليه السلام يقول : ( لاتكن أمعه ) فيجب على الشخص أن يشغل عقله في أختيار أطروحاته .. خاصه ان الشخص محاسب في الاختيار . ولو نظرنا الامر من الناحيه الدينيه سوف نجد أنه فقط مع المعصوم الطاعه المطلقه لاتقوم الا بـ الولاء المطلق للمعصوم وتسليم الامر إليه .. قول رسول الله "ص" ( علي مع الحق والحق مع علي ) أما في غياب المعصوم لاتكون قريب من الله الا بـ الاختيار الدقيق للاطروحات والبحث عن الاطروحة التي تقربك من الله .

من ناحيه أخرى يجب أن يجمع المشروع كل الامور التي تحتاجها الامة .. والاهم من ذالك ان يتخد المشروع رؤيه دينيه تدير الامور السياسيه والاجتماعيه والفكريه والثقافيه لان الدين هو المقدم للامور .. اذا أستطاع القائد أن يحكم الدين في قراراته سوف يستطيع ان يوزان في أغلب الامور ولن يخرج مشروعه عن النهج المستقيم .
والاهم من ذالك لنجاح كل قيادة يجب على القائد أن لايعمل منفردا متسلطا في القرار على الامة بل يجب عليه أن يكون له فريق عمل يشاركة القرار .. قول الله تعالي ( وامرهم شورى بينهم ) والله عز وجل يقول إلى رسول الله ( وشاورهم في الامر ) فـ الشورى هي الاساس في نجاح .. يقول الامام علي : ( خير الناس من جمع عقول الناس إلى عقله) فتبادل الادوار في أمر الشورى من أهم الامور في الادارة القياديه الناجحه ويجب على فريق العمل أن ينظم عمله وفق أسس واليات صحيحة تحرك وتنظم الفريق وعمله خاصه في حاله الاختلاف .. لان وجود أليه عمل منظم سوف يجعل من المشروع متكامل وسوف يدير الاختلاف بشكل صحيح ويمنع الانشقاق داخل الامة .

واذا أردات القيادة أن تقود الامة إلى الطريق الصحيح يجب عليها أن تفتح صدورها للامة ولقواعدها الجماهيريه في المراقبه وحق الانتقاد ويجب عليها أن تنفتح على الامة وان تبقى قريبه منها وان تتقبل كل الانتقادت بروح أبويه وان تحاول أن تصحيح أمورها كي تقود الامة في الطريق الصحيح .. واذا رأت الامة عدم صلاحيه القيادة يجب عليها أن تعزلها وان تستبدلها بقيادة تحقق طموحها وتقربها من الله سبحانه وتعالى .. أما القيادة اذا رأت في نفسها عدم الاستطاعه بإن تقود الامة أو رأت خلل أو صعوبه في تنفيذ المشروع يجب عليها أن تعترف بكل شجاعه أدبيه بالفشل وعدم قدرتها على قيادة الامة والتنحي كي يأتي من يمثل أرادة الامة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق