skip to main |
skip to sidebar
الحسين في قلب الشعب الهندي
عندما تشاهد الملايين تزحف إلى كربلاء فهذا أمر طبيعي ومتوقع، لأن ضريح وقبر الحسين في كربلاء، وحينما تشاهد الألوف الشيعية تحيي الشعائر في شتى الدول الاسلامية فهذا أمر متوقع أيضًا، لأنها تمثل خط الإسلام وتحتوي على شيعة موالين. لكن حينما تشاهد خروج الأمواج البشرية في دولة لاتمثل الإسلام وديانتها ( الهندوسية ) ،هنا يجب علينا الوقوف أمام هذه الظاهرة وقفة دراسية لنتعرف على مدى حب هذا الشعب ومدى معرفته بالحسين .في تجربة شخصية لي في ذكرى الأربعين الأخيرة في شوارع العاصمة بونا في الهند، وهي الدولة الغير إسلامية التي تحتوي على مختلف الديانات وتصادف مختلف الألوان و المذاهب الفكرية والعقائدية، لكن السؤال الذي يطرح : ماقيمة ذكرى الحسين لدى الشعب الهندي؟ وهل الحسين شخص مقدس ومحترم لدى الشعب الهندي؟ وكم من هؤلاء يعرف الحسين ؟قبل أن ننطلق في محتوى الموضوع يجب علينا ان نتذكر مقولة المهاتما غاندي في الحسين حينما قال : " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومًا فأنتصر " .. عندما نقرأ أو نسمع هذه الكلمات من شخص لاينتمي للعقيدة الإسلامية فيجب علينا أن ندرس الأسباب التي دعت غاندي إلى البحث والتعرف على الحسين وثورة الحسين المباركة .. أعتقد أن غاندي انطلق في دراسته لحياة وثورة الامام من منطلق دراسة حياة العظماء في التاريخ، ودراسة حدث الامام كأحد عظماء التاريخ الذي انطلق بثورته المقدسة للانتصار رغم هزيمته العسكريه لكن في االقواعد السياسية " انتصر الدم على السيف "، فـ أنتصر الحسين وبقت ذكرى الحسين على طول التاريخ، باقية ما بقي الدهر، وبقى الحسين مخلدًا في كل عام وكل حين، ليصبح الحسين أحد العظماء الذين يدرس الغرب حياتهم وثورتهم من منطق الاستفادة وأخذ العبرة من حياته المباركة .. فنحن حينما ندرس الحسين ندرسه من منطلق ديني عقائدي اسلامي، أما الغرب فـ تبدأ من منطلق الاستفادة من حياة العظماء .. ومن هذا المنطلق عرف الشعب الهندي الحسين .في حادثة حدثت لي مع أحد الهندوس حينما سألته ماهو العيد الذي يقيمونه هذا اليوم ( وكان يصادف يوم الأربعين ) حيث شاهدت الفرح والرقص والخروج في الشوارع .. قال لي : إن الحسين انتصر في هذا اليوم؟ ثم قال لي : لماذا تبكون والحسين منتصر؟ فـ قلت له نحن نبكي لمظلومية الإمام الحسين وماحدث له في ظهر العاشر وبقائه وحيدًا بلا ناصر ولامعين، ونبكي على سبي النساء وترويع الأطفال .. إذًا حتى أبناء الديانة الهندوسية تحيي ذكرى الحسين، لكن بشكل مختلف، وإن كنا نخالفهم في الأسلوب لكن تبقى فكرة الإحياء وفكرة معرفة الحسين في عقل الشعب الهندي .أما المسلمون بـ مختلف انتمائاتهم ( الشيعة الامامية والزيديين البهرية والاسماعيلين والسنة .. الخ) فتحيي ذكرى الحسين من خلال النزول للشوارع ولطم الصدور وجرح الظهر بـ السكاكين والمشي فوق الجمر وهم ينادون واحسيناه .. حتى ولو اختلفنا معهم في الأساليب لكن تبقى ذكرى الحسين حية في قلب كل الشعب الهندي بـ مختلف أطرافه .مثلا في مولد رسول الله "ص" يحتفل أكثر من عشرة ملايين من المسلمين من خلال النزول كـ أمواج بشرية وهي تنادي يارسول الله ،ويوضح الشعب الهندي فرحته بـ ميلاد النبي وكل ذلك في بلدة لاتتخد الإسلام عقيدة .وتبقى ذكرى الحسين مخلدة.
كذب الموت فالحسين مخلد .. كلما مر زمان ذكره يتجدد
ردحذفوأين تتجدد ذكراه؟ في بلد ديانته الرسمية هي الهندوسية، فلا عجب من ذلك فالحسين عليه السلام سبط منقذ البشرية، وثار على الظلم والجور لانقاذ العالم بأسره من قيود العبودية لغير الله، فكانت ثورته ضياء لكل الثوار في العالم سواء المسلمين او غيرهم.