الجمعة، 5 فبراير 2010

من وحي الاربعين


وتعود ذكرى الأربعين لنجدد الحزن على الحسين .. سيدي يا أباعبد الله إن لم يجبك بدني عند استغاثتك، ولساني عند استنصارك، فقد أجابك سمعي وبصري وعقلي وروحي، لأنك الإمام الذي أعطى كل حياته من أجل الاسلام.. يا أباعبد الله سوف نبقى على خطك، وسوف نبقى ننشد التغير على المستوى الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وسوف يبقى شعارك هو شعارنا، وهدفك هو هدفنا، سوف ننطلق من نفس المنطلق الذي انطلقت منه .. لقد علمتنا يا أباعبد الله وأنت في آخر ساعات حياتك أن لانعطي بيدنا اعطاء الدليل، وأن لانقر اقرار العبيد، ولو اجتمعت كل قوى الاستكبار في محاصرتنا ومحاربتنا، وسوف يبقى شعارنا الذي نطقت به وهو يساومونك على دين جدك هو شعارنا " هيهات منا الذلة " .. سيدي يا حسين إن لم نكن معك في ظهر العاشر من محرم ، فسوف نبقى على خطك وسوف نلبي شعاراتك، وسوف يبقى خطنا هو خط الاسلام الأصيل ونبقى أبناء للمرجعية، وسوف نتربى ونٌنشَأ على أيدي العلماء، ونتخرج من مدارس الحوزة التي بقت من خلال ثورتك ودمائك الطاهرة . ومن هذا المنطلق يجب علينا أن ننطلق من نفس الهدف الذي انطلق منه الامام الحسين، ويجب أن يكون ثباتنا في الموقف كـ ثبات سيدتنا و مولاتنا زينب التي وقفت في قصر يزيد موقف الانسان القوي الذي يمثل الصمود والإباء والعزة ،وقفت وقالت بشموخها الانساني والديني _ مخاطبة يزيد _ " كد كيدك واسعى سعيك فـ والله لن تمحو ذكرنا " هذا هو الموقف الذي مثلته عقيلة الطالبيين في قصر يزيد حينما فضحت النظام الأموي، وكشفت زيف وتكذيب الإعلام الأموي المظلل الذي أقنع الشارع الاسلامي أن هؤلاء خوارج ،وحاربهم يزيد من أجل الحفاظ على الاسلام .. فلقد كانت فصاحة وبلاغه السيدة زينب هي فصاحة علي ابن أبي طالب ،وذكرت الأمويين وكل الموجودين في القصر بخطب أمير المؤمنين في سكك الكوفة .. لقد أسقطت السيدة زينب كل أنواع الزيف والكذب التي استخدمها يزيد وابن زياد، وأوضحت الأمور بشكلها الصحيح، ليثور الناس على بني أمية .. وحينما حاول يزيد بن معاوية تدارك الموقف، أمر بأن يؤذن المؤذن للصلاة( والروايات تقول أنه لم يكن وقت صلاة )، وحينما قال المؤذن الله أكبر، قال الامام علي بن الحسين : كبرت كبيرًا وعظمت عظيمًا .. ثم قال المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله، قال الامام : شهد بها لحمي وعظمي وجلدي وروحي .. وحينما قال : أشهد أن محمدًا رسول الله، .. قال الامام : يايزيد محمد هذا جدي أم جدك .. فإن قلت جدك فقد كذبت وإن قلت جدي فلما قتلت أبيَ الحسين . فبهذا الموقف القوي في الثبات بعد معركة ظارمة في ظهر العاشر، وبعد السبي من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى الشام، تمثل لنا معنى الثبات على الحق، وأن المد العاشوري مازال متواصلاً في أهل البيت .. فـ الحسين انتصر بالدم على السيف، وواصلت زينب المعركة بكل ثباتها وصبرها ،وبعفتها وبحجابها، الذي هز كيان الامويين في وسط قصرهم .. والروايات تحدثنا أنه حينما عاد الركب إلى المدينة، جاء أحدهم يسأل الإمام السجاد: من المنتصر؟ هل الحسين المقتول أم يزيد الذي استولى على زمام السلطة؟ قال الامام السجاد : إذا رفع الأذان عرفت الغالب .. إذا قال المؤمن أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله عرفت الغالب .. فـ المقصود من قول الامام أن الانتصار هو في المحافظة على القيم والمبادئ والأهداف ،وليس الانتصار العسكري . وإن أبر المحافظين على القيم والمبادئ الحسينية هي المقاومة الاسلامية في لبنان التي هُدمت فوق رأسها المباني ،ودُمرت البنية التحتية، لكنها حافظت على مبادئها وسلاحها ومقاومتها، فـ انتصرت بعد 33 يومًا من العدوان... لأن هؤلاء هم أنصار الحسين الحقيقيون، وهم من مدرسة الحسين .. حينما نقول أننا من أنصار الحسين فـ لندافع عن قيمنا ومبادئنا .. حينما نقول " ياليتنا كنا معكم " فهذا الشعار يتطلب الثبات في الموقف وليس مجرد شعارات براقة نحملها ونفتخر بها .. حينما نذرف الدموع في المأتم فيجب أن تكون دموع وعي للرسالة .. يجب على هذه الدموع أن تتحرك في ساحات الجهاد من أجل التغيير .. ليس المطلوب من مصطلح الجهاد رفع السيف ،إنما هناك الجهاد في التربية والثقافة والدفاع عن الدين .. كم نحن بحاجة إلى شخصيات تربت على مبادئ الحسين لتنهض من جديد وتنطلق كما انطلق الحسين للحفاظ على الاسلام .

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك.
    نعم، فثورة الامام الحسين هي ثورة الحق على الباطل، وهي أساس كل ثورة ترمي للتحرر من الظلم والطغيان، والسعي نحو التحرر الانساني من أغلال الدنيا.
    فلا يمكن لأي مجتمع أن يخطو خطوة نحو الأمام والتقدم، إذا كانت ثورة الامام الحسين لديه مجرد شعارات يهتف بها من حول إلى حول، ومجرد دموع تُذرف دون وعي للأهداف الحسينية.
    وكما أشرت أخي أن حزب الله اللبناني بقيادة السيد حسن نصر الله هو خير مثال متجسد بتطبيق أهداف الثورة الحسينية على أرض الواقع، واتخاذها الأساس في مواجهتهم لكل انواع الطغيان سواء كان اليهودي أو غيره.
    سلمت أناملك.

    ردحذف
  2. If the enemy attacked me and ripped my body apart,
    And the only organ remaining alive is the heart,
    Guaranteed, every beat it shall take it will shout Ya Hussein,
    As long as we’re alive, we strive to follow your lane.

    لبيـــك ياابن رســول الله

    ردحذف