
منذ مراحل الصغر وإلى مرحلة المراهقة يعيش الإنسان مراحل في حياته وقد تكون هذه المراحل سيئة أو ممتازة في بعض الأحيان. وهذا يعود بطبيعته إلى البيئة التي عاش فيها الشخص طوال هاتين الفترتين.. فنرى في ماضي البعض أنهم قد اتصفوا في جزء من فترات حياتهم ببعض التصرفات الغير حكيمة والغير أخلاقية وقد تستمر معهم أفعالهم مع مرور الزمن إذا لم يحصل على من ينصحه ويدله إلى الطريق المستقيم.. ونرى البعض يواصل أخطاء الطفولة في الكبر ويبقى في طريق الظلال وطريق المعصية ونرى الشخص يواصل مسيرة الفساد مع مرور مراحل العمر حتى يصل إلى سن ما قبل العشرين.
في الكثير من الحالات تبحث الأسر عن بعض الحلول التي من خلالها تستطيع أن تنقل الشاب من حالة الضياع و الظلال إلى طريق النور و الهداية ، ويختلف التشخيص في إيجاد الحلول من شخص لآخر، وقد يلجئ البعض إلى أسلوب الحوار الإسلامي والانفتاح في أقناع الشخص من حلال الحوار التي يتم فيه تبادل الآراء بهدوء ورويه وحكمة وإيضاح الموقف الشرعي الحقيقي وسرد بعض القصص التاريخية والأفلام التي تتحدث عن التوبة لكي تؤثر في فطرة الإنسان وتجعله يتوب إلى الله عز وجل .. والبعض الآخر يلجأ إلى إبعاد الشباب عن أماكن الفساد .. سوى عن طريق إيجاد البديل وهذا الشيء يقع على عاتق المجتمع والجمعيات والعلماء والأساتذة و المفكرين فهم القادرون على إيجاد برامج بديلة للشباب في سبيل الابتعاد عن وكر الفساد.. أما الشيء الذي يستعين به البعض وقد نصح الكثير من الفقهاء والعلماء به هو اللجوء إلى الزواج المبكر للشاب والفتاة. وهناك عدة أسباب تشجع على هذا المشروع لكن للأسف المجتمع لا يتقبل هذا الأمر لأن المجتمع ينظر إلى عاداته وتقاليده ويتخلى عن الهدف الذي سوف يحصل عليه من بعد إقامة الزواج المبكر للشباب.
أنا اعتقد في ظل الوضع الحالي من ضغوط على الشباب والفتيات والإغراءات التي يحصل عليها الشباب والفتيات من المجتمع ومن بعض أوكار الفساد تجعل الشاب في خطر كبير من الانجرار وراء الحرام ، لكن إذا أقدم المجتمع على تزويج الشباب في سن مبكر سوف يبتعد الشباب عن كل المحرمات التي كانت تغريهم ، وباعتقادي أن رفض المجتمع إلى فكرة الزواج المبكر قد يعود إلى عدة أسباب عدة منها عدم قدرة الشاب على إدارة المنزل ،وتحمل متاعب الحياة في زمن مبكر من حياته وهذا الشيء خاطئ ؛ إذ أن الشاب قادر على التحمل إذا وقع في الشيء وعاش تلك الحياة .. نعم من الممكن أن يتلقى صعوبات كثيرة في بداية المشوار وهذا شي طبيعي لكن مع مرور الزمن سوف يتعامل مع الأمور بجدية.. وإذا واصل المجتمع القول بأن الشاب صغير والفتاة صغيرة سوف يتواصل مبدأ عدم قدرة الشباب على المسؤولية وهذا يعود بسبب مباشر إلى هذا القول الغير واقعي .. أو أن بعض الأسباب تعود إلى دراسة الشاب والفتاة والعمل والمصروف وغيرها . و في وضع مثل هذا يجب أن نتجاوز هذه الأمور ونرضى بـالقليل من المهر لأن قيمة الفتاة ليست في المهر، إن القيمة في الرجل الذي سوف يحافظ على الفتاة وهناك يجب أن أشير وجوب اختيار الفتاة الرجل المناسب ،ولكن لا أن تضع شروط تعجيزية بل يجب أن تبحث عن كل ما يتناسب مع شخصيتها لتكوين أسرة سعيدة في المستقبل . صحيح نواجه بعض المشاكل على عدة أصعدة قد يكون أحد الأسباب رفض مبدأ الزواج المبكر من جانب الشاب أو الفتاة والأسباب متعددة في وجه نظرهم .. قد تكون هناك أسباب ظاهرة يستطيعون أن يبوحون بها وهناك أسباب أخرى باطنية لا يستطيعون أن يتكلمون بها.
نرى في بعض المجتمعات أن الفتاة تضع بعض العراقيل في وجه مشروع الزواج المبكر وهذا الأمر ليس محصور فقط عند الفتاة بل حتى الشباب في بعض الأحيان نرى أنه يتذرع ببعض الأمور ويجعلها عوائق تقف أمام مستقبل الزواج كالمهر والسكن ومصاريف الزواج والتوافق مع الفتاة التي نراها تغالي في الغالب في الطلبات وخاصة في المهر والمشكلة العظمى أن الأم هي من تساعد الفتاة في أحياناً وتحثها على طلب أغلى الماركات وأعلى الأسعار .. التاريخ يقول أن مهر سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء هو قرآن . لماذا لا نقتدي بـفاطمة .. ونرى بعض الأمهات يرددن كلمة : (( بنتي مو رخيصة)) هل أصبحت معزة البنت في القيمة التي سوف تدفع أم في الرجل الذي سوف ترتبط به ؟!
إن وجود الرجل الجدير بالحياة معه هو الطريق إلى السعادة خاصة إن الرجل سوف يساهم في بناء عائله قوية ومترابطة
ويقول الحديث الشريف : ((إن جاءكم من ترضون له دينه فزوجوه)).
أنني أعلم أن مصاعب الحياة جدا كبيرة.. لكن يجب أن يكون لدينا ثقة في الشاب والفتاة.. ويجب أن نرى دعم الأسرة بدل من التحبيط وعدم دعم مشروع الزواج المبكر .. أني لازلت أجهل إلى متى سوف نسير على بعض أفكار الماضي .. أو العادات والتقاليد.. نعم يجب احترامها لكن يبقى الزمن يتغير ويقول الحديث الشريف: ((لا تكرهوا أولادكم على أفعالكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم.))
إن بناء البيت والأسرة السعيدة يحتاج إلى جهد وتعاون بين الطرفين .. يحتاج إلى الصبر والتعاون وتبادل المهام والتضحية وأني أركز على كلمة التضحية ويجب أن يتنازل طرف إلى طرف أخر في بعض الأمور. ويجب أن يتبادل الطرفين المهام في إدارة شؤون المنزل والحياة ويجب وضع خطة. مستقبلية تكون واقعيه متفق عليها من قبل الطرفين ومن الأفضل أن يحاسب كل طرف الآخر. كما أن من المهم أن يحمل كل منهما الآخر على محمل الخير والبركة والصبر والوفاء والتضحية. الآن حان الوقت لنغير بعض الثقافات ونقضي على بعض الأفكار والخيالات التي تسود محيطنا؛ لنكون جيل جيد قادر على بناء وطن ومجتمع... يجب أن نغير الثقافات التي تحدث في الزواج العرفي.. والثقافات التي تتراكم في الخطوبة و ما قبل الخطوبة.. إن تخطي المجتمع هذه الثقافات سوف يعود بنتائج جيدة في المستقبل القريب
في الفترات الأخيرة ظهرت فكرة أن يتم العقد بين الطرفين فقط من أجل عدم انجرار الفتاة والشاب إلى المنكر حيث سيكون كل منهما حلال على الشخص الآخر ثم بعد فترة وبعد الانتهاء من الدراسة وتهيئ الظروف يتم العقد ودفع المهر وباقي الشكليات التي تحدث في الزواج.
قد يقول البعض هذه بدعه لم تحصل من قبل؟ أو سوف تفشل .. والسؤال الذي يطرح: أي الأمور أفضل هو أن يتم العقد والزواج المبكر من أجل أن يصون دينه؟ أم يتأخر ويذهب في طريق الانحراف من أجل الحفاظ على الأمور الظاهرية والقيم الظاهرية.
الزواج المبكر يحمي شبابنا من الانحراف
ردحذفبكل صراحة أصبت الحقيقه سيد
ربي يوفقك ويسلم قلمك ولايحرمنا منه
سلمت يدآك سيد .. بالفعل الزوآج يحمي الشبآب ..
ردحذفتـ ح ــيآتي ,,
صدقت كلماتك اخي
ردحذفففي هذا الزمان ، الزواج المبكر هو الحصن الذي يحتمي به الشباب من ويلات واغراءات الزمن، بالاضافة لمل لهذا الزواج من منافع تعود على الطرفين بالخير، فيكفي انهما ما زالا في سن مبكرة لنجاب الاولاد وتربيتهم وليكونوا لهم أصدقاء أكثر من والدين. فمتى ما كان الفرق العمري بين الآباء والابناء قليل ، كانت فرصة التفاهم والتربية بينهم أكثر.
ولكن هناك الكثير من العراقيل التي تواجه هذا الزواج المبكر، وخصوصًا في بلد مثل بلدنا حيث الاغلبية يعانون من ضيق ذات اليد ، فنجد الفتيات اللاتي يشترطن شروط تعجيزية لاتمام الزواج, غير مراعين لحالة الشاب المادية. وكما ان هناك فتيات من هذا النوع فإن هناك أيضًا شبان من هذا النوع أيضًا, فنجد الشاب المقبل على الزواج المبكر يشترط عدة امور في الفتاة من دراسة أو عمل او جمال, فيقع الاختلاف هنا وتنجلي فكرة الزواج المبكر.
ولكن " لو خليت خربت" , فلا يزال هناك فتيات قنوعات يرضين بالنزر القليل , ولايزال الشباب الذي يشترط اخلاق البنت فوق جمالها ومالها موجود بيننا.
في البدايه أشكرك سيدنا العزيز على هذا الطرح الراقي
ردحذفاعتقد انك ومن خلال هذا المقال طرحت حلول واقيه للشباب والبنات لكن السؤال المطروح هل يستطيع شبابنا وشاباتنا أن يديرون الحياة الزوجيه بالشكل الناجح
اتمنى ان ألقى جواب إلى سؤالي في أسرع وقت ممكن