
لم تكن الخلافه لدى الامام علي عليه السلام مبتغى أو هدف يسعى إليه مادامت الخلافه لاتجعله يقيم الحق ولا يدحر الباطل .. فلقد طرحت الخلافه على أمير المؤمنين بعد مقتل الخليفه الثاني لكنه رفضها لانها لاتسير على خط الله .. رفضها لان شروطها لاتتوافق مع شروط الاسلام .. فعلي كان هدفه أن يقيم العدل والحق لا أن يستلم الخلافه من اجل ذاته انما من اجل الدين والاسلام .. حتى حينما أستلم الامام علي الخلافه واجهته الكثير من المشاكل والمتاعب من الذين لم يستطيعو ان يتعايشو مع المنهج الاسلامي الصحيح الذي يطبقه علي أبن أبي طالب خاصه بعد الانحرافات التي حدثت في الدوله الاسلاميه خاصه بعد أن أقصي علي من الخلافه وجاء من ليس له حق فيها .. فـ ادار البلاد بـ الامتيازات السياسيه لا بالحق الديني والمساواة بين العباد في الخراج من بيت مال المسلمين حيث نكثف البعض العهد مع علي بسبب المساواة بينهم وبين الاخرين وأعلنو الحرب ضد علي حتى قال الامام مقولته الشهيرة : ماترك لي الحق من صديق .
لقد أراد الامام علي أن يقيم الحق في دولته وان يتساوى الناس بين بعضهم البعض وحينما ياتي الحديث عن التساوي لا نقصد مثلا أن يحصل القاضي على 500 درهم ويحصل الشخص العادي على 500 درهم .. ليست هذة نظريه أمير المؤمنين انما هي نظريه أشتراكيه من التيار الشيوعي الحديث انما المقصود بالتساوي في منهج علي ابن ابي طالب هو التساوي في الخراج ومغانم الحرب بين المسلمين وليس التساوي في الرواتب .. فيجب علينا أن ندقق في هذا الفهم حينما نقول يتم التساوي بين المسلمين حيث كان في الخراج وليس في المال .
ان أول المشاكل التي واجهت الامام علي في مسيرته الخلافيه هي من الناكثون وهم طلحة والزبير الذين ارادو ان يشاركون الامام علي في الحكم وارادو ان يعطيهم الامام علي مميزات في الحكم وفي الخراج من بيت مال المسلمين بصفتهم أصحاب إلى رسول الله "ص" الا ان الامام علي رفض ذالك لانه يتعارض مع الحكم الاسلامي حيث قال الامام علي لهم :ان لكما علي أن أستشيركم أما مساله المشاركة في الحكم لمجرد الصحبة فليس لها أي قاعدة إسلاميه أو قانونيه .. فبعد ذالك خرجو على ولايه أمير المؤمنين وجهزو الجيوش من اجل محاربه الامام علي حتى أقنعو أم الؤمنين عائشه _حسب قول القران_ مستغلين الجانب العاطفي في التحشيد ضد الحرب على الامام علي الا ان الامام قال إلى أصحابه قبل الحرب : تعالو معي فإن رأيتموني على باطل فحاسبوني واستعيبوني بمعنى قوموني .. حيث ذهب الامام ليس من اجل الحرب انما من اجل الاصلاح لعدم شق صف الامة .. وكان الامام علي هو صاحب الحوار والسلم قبل الحرب ولو نقراء الرسائل التي كانت بين الامام علي وطلحة والزبير ( في نهج البلاغه) سوف نتعرف على أن الامام علي أستغل كل الاساليب الحواريه السلميه من اجل أقناعهم عن العدول عن الحرب من اجل حقن دماء المسلمين .. فهذا هو علي الذي أسس لمبدئ الحوار وهو في أصعب المراحل وفي أقسى الظروف . لكنهم لم يقبلو الحوار حتى اطر الامام للحرب ورفع السيف حتى تروي الروايات ان الامام علي أرسل أحد أفراد جيشه يدعوهم للاحتكام للقران الا انهم قتلو هذا الفرد .. حتى أنتصر الامام علي في معركة الجمل التي لم يخرج عليا ليحارب فيها او يقتل المسلمين انما خرج من أجل أن يستقيم الامر.
وما أن أنتهى الامام من حربه مع الناكثون حتى جائت إليه حرب أخرى وهي مع القاسطون وهم معاويه وأهل الشام ومن معه من حلفاء كـ عمر أبن العاص .. حيث كان يرفض معاويه تقديم الولاء إلى الامام علي بصفته حاكم للمسلمين حيث كان يريد أن يستقل بالشام بمفردة بعيدا عن دول المسلمين وكان معاويه يحشد الجيوش من اجل تثبيت حكمة لكن بخباثه حينما أستغل دم عثمان وخرج من اجل المطالبه بقاتلي عمثان حتى رد عليه الامام عليه السلام في أحد كتبه قائلا : اذا كنت تطالب بدم عثمان فماذا لم تنصرة حينما هجم القوم عليه وتاخرت في نصرته ؟ ثم أن تطالب بقاتل عثمان يعني ان تقدم دعوتك لننظر فيها وعند ذالك يأخد الحكم الشرعي مجراة ... لكن معاويه كان يضع الشعار من اجل الحرب ضد الامام لكي يثبت حكمة في الشام فقد روج معاويه للكثير من الافكار في نفوس أهل الشام الضعيفه مستغلا قوة الاعلام الاموي المعتم كـ مقوله ان الامام علي لا يصلي . فلقد حاول الامام علي بكل الوسائل أن يرشد معاويه عن الحرب لكن معاويه صاحب مشروع ولم يكن يمتلك المعطيات القانونيه بالمعنى القانوني مما اطر الامام علي في نهايه المطاف لانه يدفع جيشه إلى قتال معاويه لفرض النظام لانه لو تركة وترك غيرة لاختل كل واقع النظام الاسلامي في ذالك الوقت ودفع الامام بجيشه من أجل حفظ صف الامة من الشق خاصه بعد ان قرر معاويه ان ينفصل عن بلاد المسلمين الذين اجمعو على ولايه الامام علي .
لقد جسد الامام علي وهو في طريقه إلى صفين الكثير من النمادج الانسانيه للقائد الناجح فـ الروايات تروي حينما سمع أمير المؤمنين بعض أصحابه يسبون قوم معاويه قال لهم :" أن أكرة لكم أن تكونو سبابين " فهذا هو منهج الامام علي الذي يصبو في الجانب الاخلاقي والقيمي حتى ان الامام قال لهم : " لو قلتم مكان سبكم اياهم : اللهم احق دماء المسلمين واصلح الدات بينا وبينهم واهدهم من ضلالهم حتى يعرفو حق من جهله .. فـ أي منهج انسان أكبر من منهج أمير المؤمنين .
ويحدثنا التاريخ أيضا انه حينما سيطر جيش الشام على الماء منع جيس الامام علي من شرب الماء وتزود منه لكن حينما سيطر جيش الامام على الماء سمح لجيش معاويه بالتزود بالماء وهذا هو قمة الاخلاق والتربيه الاسلاميه الصحيحة.
وحينما كانت الامور تسير في صالح الامام علي وكانت المعركة قريبه من النصر حتى اشار عمر أبن العاص على معاويه بخديعه وهي الاحتكام إلى كتاب الله وانطلق شعار : من لثغور العراق غير أهل الشام ومن لثغور الشام غير أهل العراق .. وفي وسط هذة الكلمات العاطفيه حدر الامام من انها خديعه يمارسها معاويه فهم لن يحتلكمو الى كتاب الله تعالى خاصه انها جائت بعد أن وصل مالك الاشتر إلى معاويه وكان بينه وبينه بعض خطوات الا ان بعض الدين كانو في جيش الامام علي الدين كان همهم الدين من غير وعي خاصه بعد ان رفعت المصاحف فوق الرماح وتم ترديد شعار : لاحكم الا لله ..قالو للامام علي أما يرجع مالك الاشتر ( وكان يريد قتل معاويه) وان نقتل الامام فـ اطر مالك الاشتر مكرها للعود حفاظا على سلامة وحياة الامام عليه السلام .. أما مساله التحكيم ففرضت علي الامام فقد وضع الشخص الذي لم يردة الامام علي وهو ابو موسى الاشعري مقابل الداهيه عمر أبن العاص حيث كان الامام يريد ان يحكم أبن عباس لكن تلك الفئه التي أنقلبت ورفعت شعار " لاحكم الا لله " أنقلبت وأنفصلت عن الامام علي .
أما المارقين فهم الذين لم يفهمو الدين بالشكل الصحيح ولم تكن مشكلتهم مع الامام علي سياسه او طمعا في الحكم انما كانت مشكله فكريه بـ امتياز .. فـ الامام علي لم يقاتل الخوارج الا حنيما قالو " لاحكم الا الله " حيث كانت كلمة حق يراد بها باطل .. فحاول الامام علي بكل الطرق السلميه والحواريه ان يقنعهم الا انهم ابو ذالك .. فطر الامام ان يجهز جيشدة من اجل أن يحفظ الدين من هؤلاء الذي بدئو ينشرون الافكار الغير صحيحة ورغم ذالك قال الامام : ثلاثه أمر لن نبدء بها .. فلن نبدئهم بالحرب ولن نقطع عنهم الخراج( بيت مال المسلمين) ولن نمنعهم عن المساجد .. وحينما حاربهم الامام علي أراد للدين أن ينتصر لكنه أوصى في أخر لحظات حياته بإن لايقاتلو الخوراج من بعد فقال :" لاتقالتو الخوارج من بعدي فليس من طلب الحق فاخطأة كمن طلب الباطل فأصابه"
فهذة هي المسيرة الصعبه التي عاشها الامام علي في حياته وكانت حربه كلها من اجل الحفاظ على نظام المسلمين وصف المسلمين من الانشقاق وان تسير الامة في الشكل والطريق الصحيح الذي ارادة الله لنا.